في الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم الأربعاء 4 محرم 1433 ه الموافق 29 نوفمبر 2011 م خرج أحد طلاب السنة التحضيرية ماشياً من البوابة الشرقية من مبنى السنة التحضيرية على طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز(الأول) وإذ بسيارة مسرعة تصدمه وتقذف به أمتاراً بعيدة جثة هامدة مضرجا بدمائه وكتبه مبعثرةً حول جثته وملطخة بدمائه...منظر مؤلم ومحزن ومُبكٍ لمن شاهده ... فكيف بوقع هذه المصيبة على عقل وقلب والديه وعيونهما شاخصة توقفت عن الحركة وهما ينظران الى فلذة كبدهما جثة هامدة في غيبوبة دائمة في غرفة العناية الفائقة...ولسان حالهما يقول لمعالي مدير جامعة الملك سعود وسعادة عميد السنة التحضيرية ...هل ضاقت حدود أسوار الجامعة التي تمتد أطوال محيط أسوارها عشرات الكيلومترات بأن تفتحا هاتين البوابتين القاتلتين في هذه الزاوية الضيقة فتنحرا فلذات أكبادنا على هذين الطريقين: الامير تركي بن عبدالعزيز(الاول) والامير عبدالعزيز بن ثنيان؟ !!! ولقد كنت قبل عامين متوقعا لهذة المأساة حيث كنت مع سكان حي النخيل الغربي نشاهد اسبوعيا حوادث تصادم السيارات مسببة حوادث خطرة ومؤلمة ولكن كانت هذه الحادثة أفجعها وآلمها، ولعل الطالب الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة قبل ان تجف كلمات هذا المقال... فقبل عامين من تاريخ هذا المقال ذهبت مع جيران لي الى سعادة عميد السنة التحضيرية وابلغناه بخطورة هذه البوابات على الطلاب وأضرارها ايضا على المنازل المواجهة لمباني السنة التحضيرية كما ذهب جيران آخرون لمعالي مدير الجامعة للتحذير من خطورة هذه البوابات وطلبنا اغلاق هذة البوابات (القاتلة !)ولكن لم يتقبل مقترحنا. وازداد أعداد طلاب السنة التحضيرية من فصل دراسي الى آخر وكذلك أعداد سياراتهم ومع هذا التزايد تزداد المخاطر على ارواح الطلاب ويزداد الأذى على الجيران لاصطفاف سياراتهم امام ابواب منازلهم, فلم تدفع ادارة الجامعة الخطر عن الطلاب ولم ترفع الأذى عن الجيران مما اضطرالجيران لرفع برقية لإمارة منطقة الرياض بهذه الحالة فتجاوبت امارة منطقة الرياض مشكورة بتشكيل لجنة من الجامعة وامانة منطقة الرياض وادارة مرور الرياض وقد أقرت اللجنة خطورة هذه البوابات ورفعت توصياتها الى امارة منطقة الرياض واعتمدت امارة منطقة الرياض توصياتها ووجهت تلك الجهات بتنفيذها ومنها جامعة الملك سعود ببرقية رقم 10854 وتاريخ 19/11/1432ه حيث نصت البرقية على تنفيذ ما يلي:- 1- يمنع دخول الطلاب المشاة بتاتا من بوابات مباني السنة التحضيرية. 2- ضرورة ربط مبنى السنة التحضيرية بباقي مباني الجامعة بحيث يكون الوصول للمبنى من أي جهة أخرى داخل الجامعة. 3- إلزام ادارة جامعة الملك سعود بتوفير مواقف كافية ودائمة لطلاب السنة التحضيرية. 4- توجيه ادارة مرور الرياض بتسيير دوريات لمنع مخالفات الوقوف وضبط النظام في الحي. 5- توجيه امانة منطقة الرياض بضرورة وضع سياج حديدي في الجزيرة الوسطية لشارع الامير عبد العزيز بن ثنيان لمنع الطلاب من عبور الشارع. ومضى منذ تاريخ صدور برقية امارة منطقة الرياض شهر ونصف ولم تطبق كل هذه الجهات الحكومية ومنها ادارة جامعة الملك سعود أي أمر تضمنته برقية امارة منطقة الرياض، وحدثت هذه الفاجعة وسوف تستمر هذه الفواجع المرورية يوميا اذا لم تستجب هذه الجهات وفي مقدمتها ادارة جامعة الملك سعود بسرعة تنفيذ ما تضمنته برقية امارة منطقة الرياض، واني كلي ثقة بأن معالي د. عبدالله العثمان مدير الجامعة أحرص مني في الحفاظ على أرواح الطلاب، وسوف إن شاء الله سيوجه إدارة المشاريع بإقفال بوابات الموت حفاظاً على أرواح أبنائنا الطلاب ويفوز بأجر المحافظة عليها من الموت ، والله ولي التوفيق.