تجلس أم خالد في ركن التراث بساحة المشغولات اليدوية، لتمارس مهنة الخياطة التي تجيدها منذ 30 عاما، حيث تحيك الملابس التراثية المشهورة بمنطقة القصيم وتخيط الفساتين النجدية والخانق واللباس الخاص بالقرقيعان وبعض الطرح والحقائب النسائية والكلف، بعد أن دفعت الأنشطة التراثية في مهرجان كليجا بريدة الأمهات والجدات لابراز منتجاتهن في العديد من الصناعات والحرف اليدوية التي تشكل رابطا بين الماضي العريق والحاضر. تقول أم خالد: لدي طلبات على ملابس خاصة بمناسبات الأعراس والمناسبات العائلية مثل الاجتماعات الدورية، مما جعلني أتمكن من سد حاجتي وحاجة اطفالي الأيتام. الرسيني أمام الجناح الخاص به أم أنس السحيباني وثلاث من بناتها يعرضن الكليجا الطازجة أمام الزوار وسط طوابير انتظار تمتد لساعات بعد أن حظيت كليجتها بإعجابهم. تقول أم أنس: خبرتي في إعداد وبيع الكليجا تمتد لإحدى عشر سنة، ورثت المهنة من أمي التي ورثتها عن جدتي، ببداية بسيطة وبمبيعات لا تتجاوز 150 ريالا شهرياً، وشيئاً فشيئاً وصلت مبيعاتي إلى أمريكا وبريطانيا. وتؤكد أم "علي الطريمان" استفادتها من مركز بناء الأسر المنتجة "جنى" بقرض 3000 ريال من أجل إعداد وبيع المنتجات الشعبية مما شجعها على عمل الأكلات الشعبية وتسويقها من خلال المهرجانات المختلفة. فيما يؤكد أحمد الرسيني الذي يبيع المنتجات الشعبية انه لم يأبه لظروف للإعاقة ولم تحد من قدرته على التعامل مع الجمهور ومزاولة عملية البيع والشراء داخل الركن المخصص له في المعرض المصاحب لفعاليات مهرجان الكليجا الرابع. أم خالد تحيك الملابس النسائية ويشير من على كرسيه المتحرك الى انه قصر تجارته على المنتجات الشعبية كالكليجا والمعمول والفتيت، والعطارة، والبهارات وأنواع يختارها من التمور مبينا انه فضل الابتسامة والعمل بديلا للكسل وقرر أن يجني قوته بيده وعرق جبينه، ولا يكون عالة على أسرته التي شجعته على ذلك ولم تقف دون تحقيق رغباته في العمل ومزاولة التجارة مشيراً الى انه يحقق إيرادا يوميا يتراوح بين 1500 و2000 ريال.