لم تكن فعاليات عيد الفطر في الرياض مقتصرة على الفتيات فقط، بل لفتت مسنات شاركن بمهن تراثية أعين الزوار إليهن، والتعرف على الأكلات والعادات القديمة. وقالت المسنة أم سليمان التي تعمل في ركن الأكلات الشعبية: «أعمل في هذه المهنة طوال 25 عاماً، اشتهر بصناعة المصابيب والكليجا، وهما أكلتان في منطقة القصيم»، مشيرةً إلى أن الإقبال على شراء منتجاتها كان جيداً. وأضافت أن مشاركتها في الفعاليات التي تنظمها أمانة منطقة الرياض في العيد تعتبر الخامسة على التوالي، إضافة إلى مشاركتها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ومهرجان سوق عكاظ. وذكرت أم تركي التي تعمل في السعف و«نقش الحنا»، أن والدتها وجيرانها لهم دور في تعليمها وإتقانها، إذ تجتمع النسوة في السابق مع بعضهن ويقومن بتقطيع السعف، وتصنيع أدوات للمنزل، «وكنت أراقب طريقة عملهن حتى بدأت أتقنها». وأضافت: «يتم تقطيع السعف، وتعمل منه مراوح هواء، ونقوم بصناعة المكانس والقبعات وحافظات الخبز والبن والتمر، وتعتبر هذه المهنة هي مصدر رزقي»، لافتةً إلى أن مشاركتها هذه هي الرابعة لها في احتفالات عيد الفطر المبارك. وأكدت أم خالد في ركن الملبوسات التراثية انها تقوم بعمل فساتين «نجدية»، واللباس الخاص بالقرقيعان، والطرحات، والحقائب النسائية، والكلف، وهذه الأشياء تعمل باليد. وعن المدة التي يستغرقها عمل فستان تراثي قالت: «المدة طويلة جداً، اذ تصل إلى أكثر من شهر، والسبب أن العمل يدوي بحت، لذلك يستغرق كل تلك المدة»، مشيرةً إلى أن الهدف من مشاركتها في احتفالات العيد بساحة الكندي ليس البيع بل إحياء التراث، وتعريف الناس بالملبوسات التراثية القديمة. وتابعت: «فتيات اليوم لا يعرفن عن الملابس النجدية أي شيء، والسبب أنه ليس منتشراً بشكل كبير في الأسواق»، لافتةً إلى أن أسعار الملابس النجدية قد تصل إلى 500 ريال للفستان الواحد. وأكدت أم راكان التي تصنع المسابح والخرز وبعض الإكسسوارات النسائية، «إذ إن هذه هي المرة الخامسة التي أتواجد فيها في فعاليات احتفالات أمانة منطقة الرياض بعيد الفطر»، مشيرةً إلى والدتها علمتها هذه المهنة منذ صغرها.