دأب كثير من المصورين على زيارة المكتبات الفوتوغرافية أثناء سفرهم كجزء مهم من الرحلة ؛ للاطلاع على تجارب الفنانين من الثقافات الفوتوغرافية المختلفة وللتغذية الروحية والبصرية وإذكاء شعلة الإلهام. وبينما كنت أتجول بين أنواع الكتب الفوتوغرافية (التعليمية المصورة والوثائقية والمصورة ... إلخ) في إحدى مكتبات لوس أنجلس تذكرت مكتباتنا الفقيرة جدا بل التي أصابتها المجاعة فلا تكاد ترى كتابا فوتوغرافيا لمصور سعودي! ومن هنا بدأت شرارة الموضوع ؛ شعرت بحسرة وغيرة على الفن في بلدي وعلى مصورينا المبدعين! لماذا لا يكون لدينا مكتبة فوتوغرافية تعكس المستوى الذي وصل إليه الفن الفوتوغرافي في السعودية ؟ كل فوتوغرافي يفد إلى بلد ما يهمه معرفة النتاج الفوتوغرافي لذلك البلد، وأهم روافد المعرفة هي المكتبة ! فماذا عكست مكتباتنا للسائح أو المتذوق أو المهتم سواء من المعلمين أو الباحثين أو الإعلاميين أو حتى لعشاق الصورة؟ من هنا طرحت قضية فقر مكتباتنا الفوتوغرافية للتحاور مع ثلاثة نماذج من نخبة من المصورين السعوديين الذين إضاؤوا مشكورين إضاءات ثرية في هذه القضية رغم أنهم لم يسبق لهم تجربة طباعة أعمالهم في كتاب مصوّر ؛ وهم الفنانون محمد المؤمن وثامر الحسن وضاحي العلي .. المصور والمكتبة المحلية ضاحي العلي : يؤسفني رؤية هبوط مستوى التصوير والإخراج والطباعة في الكتب يفتتح الحوار الفنان محمد المؤمن بقوله : الحقيقة لا أذكر أنني بحثت عن كتاب مصور في مكتبة محلية لضعف المحتوى وآخر زيارة لي للمكتبة أعطتني انطباعا سيئاً حيث قلة كتب التصوير، وقليل منها الجيد والذي يكون غالبا مترجما من كتاب قرأته باللغة الإنجليزية سابقاً. لكنني بحثت واشتريت كتباً من الانترنت تحتوي على أعمال مصورين ملهمين. مازلت أتصفح تلك الكتب من حين إلى آخر. ولم تكن لي تجربة في طباعة أي كتاب مصور ولم أفكر في ذلك أبداً. ويستطرد الفنان ثامر الحسن : أحد الأسباب الرئيسية بالموضوع هي عدم وعي بعض الناس بالكتب التي تسمى كتب الطاولة التي قد تكون مصورة أو أغلب محتواها صور، ولا ننسى موضوع تكلفة الإنتاج وتفضيل البعض مشاهدة الصورعن طريق الكمبيوتر وأجهزة الهاتف. ويضيف : زرت المكتبات من قبل ووجدت بعض الكتب المصورة محصورة تحت مواضيع معينة بعضها قديم والآخر موجود تحت اسم مصورين معينين أو أجانب كان لهم نصيب من الدعم المطلوب وهذا شيء جيد بالنسبة لي أن تتواجد كتب مصورة عن السعودية حتى ولو كانت وثائقية بحتة . أنا أفكر جدياً بذلك وأحاول البدء في عمل أعمال تكون لي بصمة واضحة عليها. ويكشف الفنان ضاحي العلي عن هوايته في السفر : بكل صدق زيارة الكتبات هي هوايتي المفضلة في السفر ، حتى أنني جلست مرة في إحدى المكتبات خمس ساعات أتصفح الكتب. هي متعة لا تضاهيها متعة بالنسبة لي ! في الحقيقه ليست لي تجربة فعلية في إصدار كتاب خاص بأعمالي ، مشاركتي الوحيدة كانت ضمن كتاب يضم نخبة فنانين سعوديين أصدرته الهيئة السعودية للاستثمار تحت مسمى saudi art . هناك رغبة فعلية بعمل إصدار كتاب بأفكار جديدة وإخراج مميز لكن ليس ضمن أعمالي العادية وإنما أفكر بأشياء أبعد من ذلك. عراقيل ومخاوف رغم بلوغ المصورين السعوديين مستوى راقياً من الإبداع إلا أنهم لم يقوموا بطباعة أعمالهم في كتب ، هل بسبب معوقات يواجهونها (مادية ، إعلامية ، اجتماعية ، تسويقية) أم جهل بقيمة الكتاب ؟ يجيب ثامر الحسن بشيء من التفصيل ويلخص القضية في عدة محاور : أعتقد أن كل المعوقات تقف أمام المصورين السعوديين بنسب متفاوتة، فأغلب المصورين السعوديين غير متفرغين ، وكما هو معروف هواية التصوير تعتبر من الهوايات المكلفة من شراء الكاميرات والسفر والتنقل ، فبعض المصورين يعزفون عن المخاطرة بتجربة مشروع فوتوغرافي مكلف دون وضوح العائد المادي لهم . إضافة إلى صعوبة إيجاد المحاور الخلاقة التي يضمها كتاب يرغب بشرائه من الناس ؛ فالمصور التجريدي مثلا يؤمن بأن مبيعات كتابه لن تكون مثل مصور الطبيعة . كما لا ننسى سهولة تواجد الصور بالإنترنت وأجهزة الحاسب والهاتف أثرت كثيرا على مفهوم الكتب المصورة على نطاق العالم حتى عزف بعض المصورين عن طباعة أعمالهم الشخصية واكتفائهم بالاحتفاظ بنسخة داخل أجهزتهم . ويضيف الحسن : التسويق هو مشكلة أيضاً فتكلفة الإنتاج عالية بخاصة الكتب المصورة وهذا يؤثر على المصور والمشتري على حد سواء، وختاما تجهيز الأعمال يعدّ عائقا يقف أمام المصورين أيضاً بحكم عدم التعاون والسماح للمصورين بالتصوير، فهو يختلف كثيرا عندنا عن الدول الأخرى لعدة أسباب. ويؤكد المؤمن على أهم الأسباب : أعتقد أن مجموعة من العوامل تمنع المصورين من طباعة الكتب. أجد السبب الأهم هو قدرتهم على الوصول إلى المتلقي عن طريق عرض أعمالهم من خلال مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية. أيضا كون كثير منهم هواة رغم أنهم مبدعون وملهمون بأعمالهم هو عامل مؤثر. إضافة للتكلفة المطلوبة لطباعة كتاب والتي قد تشكل عبئا على البعض. وأخيرا فإن ثقافة مجتمعنا وتقييمه للصور تجعل الكثير لا يقبل أن ينفق ماله لشراء كتاب يحتوي مجموعة صور فقط! وبالنسبة لي فأنا لا أنوي طباعة كتاب ولم أخض التجربة لأعرف معوقاتها. أما ضاحي العلي فله أبعاد أخرى يضيفها : في الحقيقة العائق الأول هي ثقافة الكتاب ، ليس لدينا ثقافة الكتاب في مجال الفنون بشكل عام، فمجتمعنا لم تصله هذه الثقافة كما في الغرب، ويرجع السبب للبيئة واحتكاك المصورين ببعضهم ، والمعارض الحقيقية ، وإلى بيئة فنية متكاملة تساعد على الإنتاج واتساع أفق أكبر للإبداع . بكل صدق اهتمامي بالكتب زاد من خلال كثرة سفري وكثرة زيارتي للمكتبات وتصفح الأعمال ، نحن هنا مازلنا نبحث عن الكتب التعليمية فقط ، مع الأخذ بالاعتبار أن اقتناء كتب المصورين هي من أقوى وسائل التعلم ، لأنها تحوي تجارب وأفكارا يمكن الاستفادة منها ، وعندما تشاهد العمل مطبوعا على كتاب ؛ يختلف الإحساس كليا عما تشاهده على الإنترنت ، الكتاب المطبوع ينقل إحساس الصورة بشكل أعمق. الخروج من الدائرة المغلقة وللخروج من التفكير السلبي والوقوع في فخ المعوقات سواء (مادية ، إعلامية ، مجتمعية) ؛ سنحوّل النظر بإيجابية لإيجاد بعض الحلول ، يقول المؤمن : رغم أن التكلفة ليست هي العائق الأكبر إلا أنها عبء على البعض خصوصا من غير الموظفين. أعتقد ان الحل الوحيد هو أن يعرض المصور فكرة الكتاب على إحدى دور النشر ويقنعهم بإمكانية نجاح الكتاب المصور وبعدها قد يطبعون كتابا على أساس أنه مشروع ربحي ناجح. أما إعلاميا فلا أذكر أن أحدا من أصدقائي المصورين اشتكى من وزارة الاعلام - ربما لقلة من طبعوا كتبا- ولست على اطلاع على معوقات في هذا الطريق. أما ثقافة المجتمع هي أمر لا يتغير بين يوم وليلة وإنما تحتاج لوقت طويل لأنها مرتبطة بالتعليم وهوايات المجتمع وحبه للقراءة. ويضع العلي يده على أهم نقطة في القضية من وجهة نظره : العائق الوحيد هو إيجاد المادة الفنية فقط ؛ أما المعوقات المالية فيمكن تخطيها بسهولة عندما تحدد أفكارك بكتاب منظم ومميز بفكرته . الناس لا تريد شيئا تقليديا تريد إبداعا حقيقيا ، وهناك كثيرون ممن يقدرون العمل الحقيقي ويدعمونه ، كل ماعليك أن تحرص على الجودة والإتقان . أما إعلاميا فلا أتصور أنها مشكله أبدا وفي اعتقادي أن الوزير من محبي الفن ومتذوقيه. كذلك المجتمع متفتح جدا بخاصة في السنوات الأخيرة وأنا مؤمن تماما أن الكتاب يحتاج خطوات أولية فقط وبعدها سوف تجده موضة ، ووقتها سوف نقول كيف نحد من كثرة الكتب الفوتوغرافية. ويختم بإجابة شخصية عن توجهه لطباعة كتاب مصور: بالنسبة لي ليس هناك معوقات ، بل ترتيب أفكار فقط ، أريد أن أخرج بشيء مميز ومختلف ، ولا أريده مجرد كتاب مصور. الانفراد بالتميّز مطلوب. أما الحسن فيعبّر عن رأي شريحة كبيرة من المصورين بقوله : في نظري إيجاد الدعم أمر يصعب الحصول عليه فالحل هو التعامل مع شركات إنتاج خارجية أو إحدى شركات التسويق المحلية أو بالمعارف وهذا ما يلجأ إليه كل مصور. نحن نتمنى أن نبين جمال بلدنا وواقع حياة مجتمعنا ومواهبنا بشكل عفوي عن طريق الصور، وأتمنى أن تتفهم الوزارة ذلك . المجتمع لا يعارض بل يؤيد في ظل تواجد حملات دعائية. وإن كان البعض يؤيد تواجدها بالحاسب أو الهاتف بحجة توفرها معه أينما كان . ويختم بإجابة شخصية عن توجهه لطباعة كتاب مصور : يهمني كثيرا عمل أعمال يكون لها طابع يخص طريقتي بالتصوير. وقبل أن أضع نفسي بين جدران المعوقات يتطلب مني أولا جمع وتوفير الأعمال التي تعبرعن محور العمل. فقر المكتبات .. مسؤولية من ؟ ثامر الحسن : أشعر بالأسى لعدم توفر كتب مصورة تعكس هوية السعودية وواقعها الحضاري في كل قضية تعرض على المجتمع باختلاف توجهاته يُطرح السؤال ذاته ( مسؤولية من ؟) يجيب المؤمن : هي ليست مسؤولية فرد أو مؤسسة. فقر المكتبات هو انعكاس للثقافة والتخصص وهذا سيتغير للأفضل إن شاء الله مع الوقت فبوادر الحركة الثقافية في مجتمعنا واضحة. أتوقع أن تصدر بعض الكتب في الخمس سنوات المقبلة وبمجرد نجاح أحدها سيشجع ذلك بقية المصورين على خوض التجربة. وعن سؤاله إن كان يتحمل جانبا من المسؤولية قال : ربما ؛ أنا من أنصار النشر الرقمي لذلك قد يكون توجهي مؤثرا على زملائي. ويضيف الحسن مؤيدا : المسؤولية تقع علينا جميعاً ! أشعر بالأسى عند سؤال أي شخص في العالم عن هوية السعودية دون توفر كتاب مصور يعرّفه عن البلد أكثر، ومن عدم تواجد كتب تبرز قوة أعمال المصورين السعوديين بالمجالات المختلفة. أثر الكتب الفوتوغرافية على ثقافة المجتمع يؤكد العلي على تأثير الصورة في ثقافة المجتمع وبخاصة حين تتوفر الكتب الفوتوغرافية لمصورين سعوديين في أقسام الكتبات المحلية فيقول : أثر بشكل إيجابي على كل جوانب حياتك وليس فقط في المجال الفوتوغرافي ، ويعزز إدراكك بكل جماليات الكون من حوالك ، ومن بعدها النظرة سوف تتغير للحياة بشكل عام. ويؤكد العلي على أهمية الجودة فيتابع : للأسف لا أتمنى أن أشاهد المستوى الرديء سواء من الصور أو من الطباعة أو الإخراج. وبكل صدق عندما أشاهد الكتب العربية والكتب الأجنيه أنصدم بشدة بمجرد مشاهدة الغلاف ومدى هبوط مستوى الإخراج ، نحن هنا لا نهتم بالجانب الفني كثيرا ، أتمنى أن يكون الجمال جمالا خارجيا وجمال مضمون. ويشير الحسن إلى إمكانية تعزيز الوطنية بتأثير تلك الكتب فيقول : كل أمة تفتخر بتراثها ومجتمعها ونحن ولله الحمد فخورون بديننا وبهوية بلدنا موطن الحرمين وكثير من العالم يثني على تمسك بعض المجتمعات بثقافاتهم وعاداتهم وموهوبيهم فعلينا التعبير عن ذلك بكل الطرق الموصلة للمجتمعات الأخرى. والحقيقة أن الإيجابيات كثيرة منها تكوين فكرة للأماكن الجميلة التي تستحق رؤيتها وزيارتها وتكون الكتب أفضل هدية لكل من يريد ان يعرف البلد بشكل اقرب. تواجد كتب تصويرية منوعة عن مواضيع مختلفة يستحق وجودها في البيوت وطاولات الانتظار. السلبيات هي عدم توفيق وإعطاء فرصة لبعض من تستحق أعماله النشر لسبب أو لآخر فالكل يتمنى أن يكون جزءا من هذه المكتبة. ويحيط المؤمن الحوار: الكتب والثقافة متلازمان يرتقي أحدهما بارتقاء الآخر. وكما ذكرت فهناك عوامل أخرى تؤدي لازدهار كل منهما. الكتاب الفوتوغرافي يتميز بقدرته على إيصال مجموعة كبيرة من مبادئ التصوير بشكل ممنهج ومترابط مما يسهل إيصال المعلومة للمصورين خصوصا لوكان باللغة العربية لقلة المصادر العربية. لا أعتقد أن هناك سلبيات للكتب باستثناء أنها غير قادرة على مواكبة التغييرات السريعة في عالم التصوير مثل مواقع الانترنت. الجماعات الفوتوغرافية وطباعة الكتب يعتبربعض الهواة أن الجماعات الفوتوغرافية مسؤولة عن المصورين وجمع شتات أعمال مبدعيها في كتاب سنوي لتجمع عدة فضائل مجتمعة : مساعدة الموهوبين - الإعلان عن الجماعة - تخفيف التكاليف المادية خدمة وطنية بحيث تعكس كل جماعة بيئتها فنيا وجغرافيا وجماليا ، يقول المؤمن : الجماعات الفوتوغرافية اغلبها غير مدعومة أو يكون دعمها محدودا مما يقلل احتمال تبني الفكرة. أؤيد الفكرة التي طرحتيها رغم أنني أستبعد حدوثها إلا بشكل استثنائي. أما العلي فيخالف هذا الرأي بقوله : لا أعتقد أنها فكرة جيدة ، لسبب أنها مكررة نوعا ما ، يجب دائما أن نخرج بالجديد سواء من ناحية الأفكار أو التنفيذ ،وأنا من عشاق التخصص، بمعنى أن يكون الكتاب مخصصا لباب من أبواب التصوير فقط ولا يكون شاملا بين فضاء الإنترنت والواقع الملموس الفنان الفوتوغرافي المبدع معروف في وسط الفوتوغرافيين ولكن الناس لا يعرفون إبداعه ، ولا يقدرون قيمة المبدعين إن لم يروا إنتاجهم على أرض الواقع في وسيلة ملموسة مثل كتاب أو مجلة أو جريدة تصل لجميع الطبقات ومختلف الأعمار! اختلفت آراء الضيوف حول هذه النقطة ؛ فيقول العلي: لم يكن هدفي في الحياة أن الناس تعرفني ، الهدف أنك تقدم شيئاً جيداً أنت راض عنه ، وعندما تحقق هدفك حتما سوف يعرفك الناس ، وعندما تصل إلى مرحلة متقدمة من التميز حينها تستطيع إصدار كتاب هدفه فني أكثر من هدف الشهرة والانتشار ، هناك مصورون كثر أصدروا كتبا لكن مازالت الناس تجهلهم لسبب أنه لا جديد يقدمونه ، الحرص على التميز مطلوب. أما المؤمن فيرى : أن أغلب من يتابع المصور بشكل جدي غالبا ما يكون مصورا آخر. أما البقية فهم مستخدمو الانترنت ممن يرون المحتوى عندما يعرض لهم عن طريق أحد اصدقائهم أو مواقعهم المفضلة. أما من لا يستخدم الانترنت فأعتقد أن وسيلتهم الوحيدة لمشاهدة الأعمال ستكون في الجرائد والمجلات خصوصا المحلية. أعتقد أن الشبكات الاجتماعية بدأت تردم هذه الفجوة بحيث أصبح المصور وغير المصور في نسيج اجتماعي موحد وليس كما كان في السنوات الماضية. لمن يفكر في طباعة كتاب ربما حوارنا هذا يفتح الآفاق لدى الكثيرين ويفكرون جديا في طباعة كتاب مصور ، وقد قدم ضيوفنا بعض الإضاءات لمن يرغب في طباعة كتاب ؛ وبخاصة في موضوع الكتاب هل يكون متخصصا في فن من فنون التصوير أم عاما ؟ يقول ثامرالحسن : هذا يتوقف على حسب المصور ونوع التصوير الذي يجيده، بعضهم أفضل أن أرى له كتابا في محور معين والآخر في محاور منوعة تتضح بصمته الشخصية في كل عمل.والخيار عنده في: هل يقدم كتابا بأعمال يرغب برؤيتها الناس أم بأعمال تعبر عن بصمته الشخصية كمصور ؟ وبعدها تبدأ مرحلة جمع الأعمال. ويؤكد المؤمن : هذا يعتمد على هدف الكتاب؛ فإن كان الكتاب معرضاً مطبوعاً للمصور فالتنويع أنسب وإن كان تعليميا فاختيار الصور في موضوع محدد مرتبط بتخصص الكتاب يكون أنسب. بعض المصورين عندهم عدد كبير من الصور الجيدة لذلك يناسبهم أكثر طباعة كتاب في موضوع واحد فقط. والحقيقة ليس عندي خبرة في طباعة الكتب لكن أعتقد الرجوع لمن لديهم خبرة سيكون أمرا ضروريا فطباعة الكتب تحتاج أن يكون المصور ملما بكثير من الأمور الفنية من ورق ومقاسات وغلاف وخلافه. أما العلي فيؤكد على أهمية التخصص بقوله : بكل تأكيد التخصص وهذا ما وجدته في المكتبة الغربية ، وجدت قسماً لصور الحشرات وقسماً لصور الطبيعة وقسماً لصور الأزياء، التخصص هو الشيء الوحيد الذي نفقده هنا ونفتقده في المصورين لدينا. ويضيف نصيحة لمن يرغب بطباعة كتابه الأول : يحتاج الاطلاع ثم الاطلاع ثم الاطلاع ، الاطلاع على المكتبات والكتب الغربيه لكي يفهم كيف تجري الأمور ، عليه أن يشاهد الكتب ويتصفح مستوى الإخراج والتصوير والتنفيذ كي يستطيع المنافسة والخروج بالأفضل ، فإن كان لا يستطيع ذلك فعليه أن يلغي فكرة كتابه الكتاب .. ما بعد الموت يختم المؤمن حواره الثري بقوله : شخصيا أعتقد أن الفنون لا تموت حتى لو مات صاحبها وهي تراث إنساني يجب أن يحرص المصور على استمراره حتى بعد وفاته فكل إنسان يجب أن يخدم البشرية بما يتقن. وليس هناك أفضل من أعمال المصور كإلهام لمن بعده للنهوض بالفن الفوتوغرافي. شخصيا أفكر بشكل جدي بطريقة أضمن بها بقاء أعمالي وموقعي لأطول مدة ممكنة بعد أن أرحل. فربما يستفيد أحد ما من صورة أو موضوع كتبته في موقعي. وختاما لطرح قضيتنا .. الكتاب باق بقاء الدهر وكم وصلتنا كتب لأناس تفصلنا عنهم مئات السنين، فبها لم يموتوا بل لازالوا يعيشون معنا وفينا !