الفنانة هيفاء خليفة.. فنانة مبدعة في مجالي الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي.. طوّرت مواهبها بالممارسة ومن خلال حصولها على البكالوريس في التربية الفنية من جامعة الملك عبدالعزيز وأيضًا من خلال التحاقها بالعديد من الدورات في شتى أنواع الفنون.. تحدثت هيفاء ل «الأربعاء» عن كثير من الموضوعات المتعلقة بمجالها، فكان معها الحوار التالي.. * بدايةً نود التعرّف على اتجاهكِ للتصوير الفوتوغرافي.. متى حدث ذلك؟ - كثيرون هم الذين ساهموا في بلورة أفكارى وأعمالي لأكون محترفة في التصوير، والله سبحانه وتعالى منحني العقل والرغبة في أن أكون في هذا المجال الذي يسعدني بمجرد أن تذكره، وأحب في البداية أن أشكر والدتي التي أدعو لها في صلاتي كل يوم لأنها ربّتني ومهدتني لأن أكون ولولاها لم أكن.. أشكرها لأمور لا تعد ولا تحصى، والشكر لإخواني واخواتي الذين يشاركوني بآرائهم في التصوير ودائمًا استشيرهم، والشكر أيضًا للأخ حمد الدش رئيس مجموعة مصوري جدة الفوتوغرافية لأنه أول من شجعني على المشاركة في المعرض الأول لمجموعة مصوري جدة الفوتوغرافية وكذلك أشكر الأخ عبدالله باقلب الذي ساهم بأفكاره في إنجاح معرض مصوري جدة في المدرسة. وتضيف هيفاء: أنا عاشقة للفن بكل أنواعه من رسم وتصوير وموسيقى.. واتجاهي الأساسي الفن التشكيلي وربما بسبب عشقي للفن أحببت التصوير وهو هواية جميلة والذي ساعدني في ذلك دراستي الأساسية في الرسم حيث ان التصوير يبنى على نفس الأسس في الرسم.. المنظور وخط الأفق والتكوين. * هل تذكرين أول صورة التقطتها عدستكِ؟ - كانت منذ سنوات طويلة وطبعًا لم تكن بكاميرا احترافية ولكن حبي للتصوير يجعلني أفكر في الاحتراف. * ومتى اقتنيتِ أول كاميرا؟ - كانت كوداك فورية ولا أذكر منذ متى فهي قديمة جدًا وعمومًا أنا لدي جميع أنواع الكاميرات سواء تصوير رقمي او احترافية أو فيديو ولا أترك مناسبة دون أن أحملها معي فهي ترافقني في جولاتي. * ما أبرز مشاركاتكِ في مجال الفن الفوتوغرافي؟ - شاركت في عدة معارض، وكنت أول من أطلق عالم التصوير في المملكة على مستوى المدارس الحكومية، ربما لأني أرغب في أن يحصل طالباتي على فرص لم تكن متوفّرة لي، وسوف أكوّن مجموعتي الخاصة من الطالبات، ولكني إلى الآن لم اختر اسمًا للمجموعة لينطلقوا معي في عالم التصوير الاحترافي، وبخاصةً بعد أن فازت طالبتي بمشاركتها في المعرض الذي كان في الثانوية السابعة والأربعون وحصلت على المركز الأول على منطقة جدةومكة في برنامج ملتقى مكة للتصوير الفوتوغرافي، وهذا الموضوع زادني حماسًا في أن أكوّن مجموعة لا يتعدى عمر الطالبة منهن 20 عامًا وأتبنى أفكارهن وأقيم لهن مركزًا خاصًا وتدريبًا وورش عمل وأساعدهن في الانتشار عبر المعارض وإيجاد الدعم المادي والفني لهن. * هل الإبداع من المصور الفوتوغرافي أم من الكاميرا؟ - ليس كل من استخدم آلة التصوير هو مصور محترف، وفي رأيي أن الإبداع يأتي من المصور فممكن بكاميرا الجوال تصوير صورة تُسجل في التاريخ. * ووجود الكاميرات الرقمية هل قللّ من إبداع المصور الفوتوغرافي؟ - التصوير هو بالأساس علم وفن، والمصور المحترف هو الذي يجمع بينهما، والكاميرا تعمل بمبدأ العين: كيف نرى الأشياء؟ فمن هو مبدع سيبدع سواء بكاميرا رقمية أو احترفية.. والكاميرا الرقمية ربما هي الأساس في وجود المبدعيين.. فالتطور في التكنولوجيا هو أساس ظهور المبدعين. * ما سبب قلة معارض الفن الفوتوغرافي؟ - أولًا لأن التصوير يُعتبر جديدًا على المجتمع العربي والسعودي بالذات وبخاصةً تصوير البورتريه، ولا بد من نشر ثقافة التصوير وإتاحة الفرص للمصوريين، والتصوير لا يشمل تصوير الاشخاص، ولكن يشمل أشياء كثيرة كالطبيعة الصامتة والطبيعة والمنتجات الدعائية ولكل مصور مجاله الذي يبدع من خلاله. * في رأيكِ.. أيهما أبدع: الفنان التشكيلي أم الفوتوغرافي؟ - هناك فرق بين التصوير والفن التشكيلي رغم التشابه في بعض الأفكار والموضع ولكن التصوير له مجالات يخدمها لا تسطيع خدمتها بالفن التشكيلي فمثلًا الدعاية والإعلان تكون بالتصوير أجمل وأوسع نطاقًا من الفن التشكيلي. * ولكن التشكيليون يرون أن التصوير الفوتوغرافي قد يمارسه أي شخص ويبدع فيه فماذا تقولين؟ - بدون دراسة وممارسة ممكن أن تكون مصورًا ولكن ليس محترفًا.. فكل فن له دراسته وأركانه التي يسير عليها، وطبعًا بحكم أني في المجالين فيمكنني أن أقول ان الفن التشكيلي أصعب من التصوير.. فالرسم بحاجة لموهبة وعلم ودراسة أكثر من التصوير. * ما أبرز المناطق والمواقع التي التقطتها عدستك؟ - أبرز منطقة هي تصويري في ربوع كندا بجمال طبيعتها وروعتها وبخاصة إنها بلد غنية بالغابات والبحار والأزهار وخاصةً في موسم الصيف. * ما زال الكثير من الفوتوغرافيين يمارسون التقليدية في التصوير.. ماذا تقولين لهم؟ - أقول لهم أكثروا من القراءة والاطلاع عن التصوير سواء في الكتب أو الإنترنت فالتصوير يحتاج إلى أن تنويع وأفكار جديدة ومميزة وهناك مصورون لديهم أفكار جميلة يمكن أن نستفيد منها مثل المصورة الأمريكية (لارا جايد) وهي مصورة عالمية رغم صغر سنها ولديها أفكار رائعة في التصوير. * وكيف ترين دور جمعية الفوتوغرافيين في مستقبل التصوير؟ - أنا انطلقت من مركز الفنون التشكيلية وطبعًا الشكر الجزيل لهم ووجود مراكز التصوير في المملكة قليلة وأتمنى وجود الأكثر فهي مفيدة وبخاصة للمبتدئين، فالدراسة تتيح لك التعرّف على الكاميرا التي تحملها، فبدلًا من أن تذهب إلى المحل الذي اشتريت منه الكاميرا لتسألهم كيف أعمل عليها يمكن أن تتعلّم على كاميرتك من خلال المركز بكل تفاصيلها وتنشئ ورش عمل ممتازة يمكن الاستفادة منها. * لماذا لا يحظى الفن الفوتوغرافي بالاهتمام كما يحدث للفن التشكيلي؟ - الفن التشكيلي بدأ غريبًا على المجتمع السعودي وانتشر، وكذلك التصوير سينتشر بمجرد أن يتعرّف الناس عليه، وهذا أمر طبيعي، فكل عمل في بدايته يبدأ غريبًا ثم ينتشر، وأنا أرى أن التصوير بدأ في الانتشار وبخاصةً لدى الأجيال الجديدة فهو فن جميل جدًا ويساعد على القضاء على وقت الفراغ. * ماذا يزعجكِ في الوسط الفوتوغرافي؟ - أكبر همْ على المصوّر هي ثقافة التصوير لدى عامة الناس، حيث ان بعضهم أول ما يلاحظون وجود الكاميرا أو وجود مصوّر يبدأون بالانكار ولفظ «ممنوع» أو «لو سمحت لا تصور»، وهو من حقهم، ولكن من حقي أن أصوّر الأماكن التراثيه والطبيعة، كما يزعجني عدم توفر مصورين لهم خبرة كبيرة يمكن أن تتبادل معهم الخبرات وكذلك عدم وجود أندية خاصة ومراكز ولكني اتوقع أن تتوفر في القريب بإذن الله. * اتجه كثير من الفوتوغرافيين لعرض أعمالهم من خلال «النت» والتخلي عن المعارض، هل ذلك يخدم الفن الفوتوغرافي والفنان؟ - بالتأكيد «النت» يخدم المصور فمن خلاله يمكنك المشاركة في معارض عالمية دون أن تضطر للسفر وكثير من المصورين برزوا من خلال «النت» وفازوا بجوائز دولية. * وكيف ترين مساهمة مواقع الإنترنت في نشر ثقافة الصورة؟ - لا نستطيع أن ننكر دور «النت» في انتشار وظهور المصور، فمن خلاله يمكن للمصور أن ينشئ موقعًا خاصًا به يتيح لك الزيارة ومشاهدة الصور والأفكار بسهولة. * وما الصعوبات التي تواجه الفنانة الفوتوغرافية؟ - أبرزها عدم توفّر مراكز خاصة لنتبادل الخبرات. * وكيف ترين كثرة الجماعات الفوتوغرافية؟ - الكثرة تخدم المصورين وتخلق روح التنافس ومن خلالها تستطيع الظهور والانتشار والمشاركة، وقريبًا سترون مجموعتي الخاصة بطلاب المدارس والتي ستخدم الجيل الصغير من المصورين والمصورات.