صدر قرار إنشاء مصرف مركزي خليجي موحد وعملة موحدة بين دول الخليج المختلفة السكان والمساحة والالتزامات.. أولاً أحب أن أسرد تاريخ الخليج في الأساس. حيث كان الخليج يتكون من السعودية والكويت فقط حتى السبعينيات إلى أن انتهى الوجود البريطاني وقامت دول الخليج تحت مسمى (دولة إمارات الخليج العربي) وكانت تضم تلك الدولة: دولة الإمارات وقطر والبحرين. وسبَّب اسم تلك الدولة أزمة سياسية مع إيران، حيث كانت ولا تزال إيران تصر على تسمية الخليج بالخليج الفارسي. رأت كل من قطر والبحرين عدم الدخول في تلك الدولة، وينسب المؤرخون السبب إلى اختلاف وتفاوت الإنتاج والمخزون النفطي بينهم مما أحرى للإمارات الأغنى بالانفصال وأن تؤسس كل منها (دولة) خاصة على الخليج، وتمت عدة محاولات ووساطة سعودية وكويتية لتفادي ذلك التفكك ولكن الرياح دارت بما لا تشتهي السفن.. وكان أول تفكك سببه اقتصادي.. بعد سنوات وقيام الثورة في إيران وبداية ظهور مفاهيم تصدير الثورة.. انفجار الساحة على الخليج بقيام (الحرب الإيرانية العراقية) وكذلك الاعتداء على ناقلات النفط رأت دول الخليج ضرورة قيام مجلس تعاون خليجي يحرص على سلامة وأمن والخليج وكانت أول قمة في الكويت عام 81 ميلادية. ظل هذا المجلس يحرص على أمن الخليج إلى أن نضج المجلس وبدأ يهتم بالجانب الاقتصادي وظهور اجتماعات تخص وزراء المالية ومحافظي مؤسسات النقد والبحث والتوصل إلى تعرفة جمركية موحدة، وفتح فرص العمل بينهم. أصبح الاقتصاد الذي كان سبب التفكك بين دول الخليج هو سبب التكتل اليوم لاسيما أن هذه الدول دخلها قائم على النفط.. العملة الخليجية سوف تزيد وترفع التبادل الخليجي المشترك، فدول الخليج هي أكبر مستهلك للمنتجات السعودية وهي كذلك مناطق جذب للاستثمار السعودي. هذا كله مربوط بحسن إدارة هذه العملة الوليدة، إذ كيف ستقضي دول الخليج على التضخم..؟ وهل ستترك (نار) أسعار العقار تحرق حلم العملة المشتركة..؟ آمل ألا يكون حل التضخم بالضغط على سيولة الخليج في زمن التباطؤ الاقتصادي، وهل ينبغي أن توحد كل دول الخليج هذه العملة..؟ هذا مربوط للمصالح.. لنأخذ مثلاً (الكورون) عملة دول الشمال (فنلندا - السويد - الدنمارك) وربطها باليورو حيث ترى دول الشمال أن تعاونها المشترك أفضل من دخولها في منطقة (اليورو). * مدير صندوق مالي استثماري أوروبي - بروكسل