كنت ومازلت من أكثر المدافعين عن الحكم السعودي تحمساً وشدة ومن أكثرهم انحيازا له بعدما اصبح ضحية بسبب فشل فرق معينة في مجاراة اخرى في تحقيق البطولات والنجاحات. وبما ان تلك الفرق الفاشلة ادارياً وفنياً وعناصرياً تمتلك من مقومات وادوات الضجيج والقدرة على القفز وقلب الحقائق.. أكثر مما تمتلكه من مقومات وادوات الحضور البطولي واثبات الوجود ميدانياً لجأت الى استهداف التحكيم والتأثير على الحكام من خلال ممارسة الضغوط عليهم واتهامهم باتهامات باطلة تتجاوز الاطر الفنية والقانونية إلى المساس المباشر بشخص وشكل واسم الحكم. كل ذلك في سبيل إيقاف زحف وتقدم الفرق الناجحة والمتفوقة من خلال اضطهادها بعيدا عن الوسائل التنافسية الشريفة لأن فاقد الشيء لا يعطيه (؟!). ولأن الغاية الأم قد تحققت بنجاح؛ لذلك لا بد ان تثمر وتسفر عن تحقيق المزيد من الغايات والمكاسب الاخرى التي تتلوها مباشرة وتلقائيًا كتجيير التفوق والنتائج بواسطة صافرة طائشة ومسلوبة الارادة، فضلاً عن الشجاعة القانونية والادبية ولاسيما اذا استعرضنا القائمة الطويلة من البنود التي يمكن ادراج اسباب وبواعث تلك الصافرة تحت احدها مثل سبر اغوار نوايا اللاعب وقراءة لغة العيون وزوايا الرؤية وسوء التقدير وما إلى ذلك من تبريرات يطول شرحها.. ما ساهم بنسبة كبيرة جداً في خدمة اهداف حملة الاطاحة بالتحكيم من خلال التركيز اليومي على تداوله سلبياً عن طريق الحوارات الصحافية المطولة والبرامج واللقاءات المتلفزة مع نوعية خاصة من الرياضيين الذين عرفوا بعشقهم للاثارة والتجني. وها نحن اليوم لم نعد نحتاج فقط إلى حكام اجانب لإدارة النهائيات وانصاف النهائيات بل أصبحت الغالبية من الوسط الرياضي تطالب بالحكم الاجنبي لإدارة العديد من اللقاءات الحساسة والتنافسية نتيجة لما يجري من تخبطات تحكيمية مؤثرة عصفت بالبقية الباقية من الثقة .