تحدثنا كثيرا عن اليابان وتعاطينا دفة كل الحوارات بنظرة الإعجاب لهذا المنتخب الكبير الذي تفنن في بسط نفوذه على خارطة الكرة الآسيوية فيما العين التي ترى الجمال وتنصفه لا تزال غائبة عن الدولي السعودي خليل جلال وعن كل تلك المواهب الوطنية التي نمارس بحق إبداعاتها المتوالية مفردة التقريع وعبارة الصد والتجاهل والتقزيم. - لا أعلم إلى متى نظل ميالين للأجانب ولا أعلم كذلك هل نحن بالفعل مصابون بهذه العقدة أم أن الذي يحدث في هذا الجانب ليس إلا مجرد ثقة وسلبت. - خليل جلال قدم الوجة الجميل للتحكيم السعودي كما أظهرت لنا صافرته المتألقة شيئا أجمل من بقايا تلك المنجزات التي مهما غيبتها ظروف المرحلة إلا أنها ستبقى ذكريات عالقة في جبين التاريخ وعقول الناس وفي لوحة لا تنسى. - خليل كان هو النجم البارز في مواجهة اليابان وكوريا .. لياقة .. ثقة .. هدوء .. والأهم من الثقة واللياقة والهدوء أن هذا الحكم السعودي الأنيق تميز بتطبيقه للائحة القانون دونما انحياز لهذا أو معاداة لذاك. - ادعموا خليل جلال وساندوه وركزوا على من يمتلكون المقدرة على تشريف الرياضة الوطنية سواء كان لاعبا .. حكما .. إداريا فالمهم أولا أن هؤلاء الذين يمارسون التألق اللافت في مثل هذه المناسبات القارية يجب أن يحظوا بكل الاهتمام وليس بعضه. - عموما ما أفرزته صافرة الحكم المبدع خليل جلال الغامدي منجز يجب أن يضعنا اليوم على محك التقييم فإما نحاسب أقلامنا وأصوات السنتنا التي بالغت في جلد هذه المواهب الوطنية طيلة العقود السابقة وننصفها وإما نكمل ذات المسلسل مسلسل الصد والطناش والقسوة وبالتالي نصبح مجرد عبث على الورق وعبث على المداد وعبث على كل من يبحث عن جديد الإعلام وفكر من ينتمي إليه. - أما عن اللجان التي تعمل تحت منظومة اتحاد الكرة فمن الواجب تحصينها أولا ضد (الاستفزاز) وضد تلك الأقلام العابثة التي لا تفرق بين النقد والتهمة ولا بين البناء والهدم ولا بين الحق والحقيقة. - هذه اللجان أصبحت مستهدفة من (الانتمائيين) للأندية والدليل ما حدث لفهد المصيبيح وأحمد الخميس وطارق كيال وحمد الصنيع. - مشكلة أزلية إذا ما استمرت النظرة صوب هذه اللجان نظرة (ألوان) أقول مشكلة أزلية لقناعتي بأن الذين يرمون التهم الجزاف بتلك النظرة الأحادية القاتمة دونما دليل هم بمثابة عود الكبريت الذي يشعل النار في هشيم الرياضة. - الحزم واللين والقوة والتواضع والخلق الجم الرفيع مقومات ثابتة هي ما تشكل شخصية الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل. - هذه المقومات إلى جانب مقومات الحرص على خلق الإضافة النوعية في مجال الرياضة تجعلنا اليوم أكثر تفاؤلا بقدوم نواف وقدوم فكر نير سيعيد لنا الفرح المسلوب. - ختاما سألني عاشق لمدينة البحر والسمك من هو أفضل كاتب سعودي؟ قلت المطر .. فالمطر تكفل بكشف القناع عن أولئك المتسيبين الذين جعلوها تغرق في شبر ماء وسلامتكم.