أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن الإعلام اليوم أصبح وسيلة لا يمكن التصدي لها أو التحكم فيها وأن الحل الوحيد هو تحصين الشباب من خطر الهجمات الشرسة ضد الوسطية التي تنتهجها بلادنا، محذرا من أصحاب الفكر المتشدد أو الفكر المتغرب ومن من ركبوا موجة الدين للوصول إلى مآربهم السياسية الخاصة. حذر من أصحاب الفكر المتشدد أو المتغرب ومِّمن ركبوا موجة الدين للوصول إلى « مآربهم السياسية » وشدد سموه في سياقات متعددة على عدم الاستسلام للعادات المنافية للدين أو لثقافة الإحباط لافتا إلى أهمية التفاؤل والأمل والثقة في النفس قائلا: « المجتمع السعودي أصبح في هذه الآونة بالذات يتمتع بهذه الثقة والتفاؤل وتستطيعون أن تثبتوا للعالم أجمع أن الإنسان السعودي يستطيع أن يكون في المقدمة «. جاء ذلك في معرض رده على المداخلات عقب محاضرته: « المنهج السعودي المعتدل « والتي ألقاها مساء أول من أمس في الجامعة الإسلامية وسط حضور كبير يتقدمه سمو أمير منطقة المدينةالمنورة والعلماء والمفكرون والأدباء والأساتذة والطلاب. وإلى نص المداخلات: التحصين الثقافي والعلمي هو من يكبح جماح الإعلام طالب من الجامعة: ألا ترون أن صراعات الساحة الفكرية التي يبرزها الإعلام قد يؤثر على منهج الاعتدال السعودي ولا ينسجم معه؟ الأمير: لا شك أن الإعلام يؤثر سلباً أو إيجاباً على كل منهج ونحن نعيش هذا العصر مع إعلام لا تحكم فيه ولا يقبل التوجيه وكل القنوات الإعلامية مفتوحة عالمية وليس هناك أي سرية ولا أنصح بأي طريقة أو وسيلة للتصدي لقنوات الإعلام ومواقعه إلا في التحصين الثقافي والعلمي فهو المحصن الأول ويجب أن ننشر ثقافة الإسلام في منهج الاعتدال وإذا استطعنا أن نبث هذا المنهج المعتدل وهذا الأسلوب الإسلامي الذي سيضمن لنا تحصين أبنائنا وبناتنا في وجه هذه التيارات فهذا هو الطريق الوحيد. ليس كل من يدعي الاعتدال معتدلا الطالب طاهر وايت « أمريكي الجنسية «: اقترح التوسع في قبول الطلبة ومنح الطلاب من الأقليات المسلمة نسبة أكثر، وسؤاله كل يدعي الاعتدال وأنه ينهج منهجاً وسطاً، ولكن يلاحظ أن بعض من يزعم الاعتدال يميل إلى أحد الطريقين فيقصي من يخالفه ويرفع من يوافقه، فما رأي سموكم؟ الأمير: أؤيد رأيك بالتوسع في قبول الطلبة أما كل من يدعي الاعتدال فهذا حقيقة، ولكن للأسف ليس كل من يدعي الاعتدال معتدلاً فهناك كما ذكرت ممن يدعون الاعتدال وهؤلاء كلهم ادعاءاتهم سياسية وأغراضهم وأهدافهم سياسية وليس لها أي هدف إسلامي حقيقي أو هدف وطني العادات تتغير والقيم الإسلامية ثابتة الطالب عبدالرحمن الوقيصي بمرحلة الماجستير بكلية الدعوة سأل: تحدثتم عن إسهام المملكة في نشر الاعتدال هل عادات المجتمع السعودي تسهم في نشر الاعتدال أم التشدد؟ الأمير: العادات والتقاليد نتاج لثقافة معينة ونحن لم نكتسبها من لا شيء، ولكن كانت هناك ثقافة في وقت ما أثرت على المجتمع، ولا يجب أن نستسلم للعادات والتقاليد التي لا تتلاءم مع ديننا وهناك عادات وتقاليد يتمسّك إليها تيارات يمينية أو يسارية فلا بد أن نواجهها ونغيرها ولا نقبل سوى القيم الإسلامية. الأمير خالد الفيصل محاضرا المداخلات النسائية: لا أحبذ نقل التراث أو نقل التجربة الغربية وأراهن على الإبداع بدأت بمداخلة الدكتورة أفراح الحميضي من جامعة الأميرة نورة: كيف السبيل إلى الخروج من عمق التقليد في سطوة الإعلام الخارجية وقوته الهائلة وبين ظهرانينا مجموعة تنادي بتبني كل المناهج خيرها وشرها، وقد قلتم بكل فخر إن بلادنا لها خصوصية وإنكارها عار عن الحقيقة، فما رأيكم؟ الأمير: كما ذكرتِ أراهن على الإبداع والمبادرات والتطوير ولا أحبذ النقل ولا أشجعه من الجهتين سواء من الذين يريدون نقل الماضي للحاضر أو الذين يريدون نقل التجربة الغربية بخيرها وشرها، لا بد أن نشجع الابتكار والتجديد والتفكير والتطوير والتغيير للأفضل وليس التغيير من أجل التغيير بل من أجل التطوير، وهناك كما ذكرتِ سطوة إعلامية خارجية، ولكن في نفس الوقت نرى هجمة عربية وإسلامية كبيرة على الإعلام وعلى تأثيره في المجتمع العربي ونحن في المملكة نستطيع أن نصدها بالثقافة والتحصين القيمي. نريد من مجتمعنا أن يحصن بالثقافة الإسلامية الحقيقية التي تعتمد على أصول الدين وليس على تيارات في ظاهرها إسلامي وفي حقيقتها سياسي ولا نقبل ممن يريد أن يمنعنا من أنه لا خلاص لنا ولا تقدم إلا بتبني كل شيء من الماضي، وأعتقد أننا استطعنا منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم ونحن نواجه وننتصر بحمد الله ضد جميع التيارات التي واجهت الإسلام والمسلمين والعرب والعروبة، وقد انتصرت في بعض البلدان العربية والإسلامية ولكنها فشلت في المملكة بتوفيق الله ثم بحرص القيادة والشعب. هناك تيارات منظمة تستهدف بلادنا الدكتورة فاطمة الرحيلي من جامعة طيبة: التطرف والغلو الذي وقع من أبناء وبنات الوطن هو ردة فعل قوية على محاولات التغريب وسلخ الهوية التي تتعرض لها المملكة ولكن ليس بتأثير من الخارج بل من بعض وسائل الإعلام وبعض أصوات النخب الثقافية السعودية، فما رأيكم بهذا التحليل، ثم هل المملكة تتعرض فعلاً لحملة تغريبية قوية يخطط لها ويراد تنفيذها على أرض هذه البلاد الطيبة؟ الأمير: ذكرت هذا الكلام في مناسبات سابقة لي وتعرضت له في محاضرتي أعتقد أنه يوجد فعلاً تيارات وفئات في الداخل والخارج تحاول التأثير على مجتمعنا وهناك تنظيم فليس هناك حملة ليس لها تنظيم وليس هناك تيار ليس له أساس فكل التيارات التي واجهتنا الفكرية والدينية كانت مسيسة ولها قيادات في الخارج وللأسف في الداخل. ثقافة الإحباط هجمة شرسة قيدت عزيمة الشباب والفتيات وفي مداخلة للأستاذة منى حمدان من إدارة تعليم ينبع قالت: هل ما زلتم ترون بواقع ثقافة الإحباط في المجتمع السعودي؟ فأجاب سمو الأمير: فعلاً هناك ثقافة للإحباط وهي من الهجمات الشرسة التي يواجهها مجتمعنا وهناك تأثيرات خارجية كبيرة تريد أن تقنعنا بأننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً وللأسف صدقتها بعض العناصر في الداخل ولا يجب أن نكون ببغاوات ننقل كل ما يقال عنا ونردده. أنا ضد ثقافة الإحباط وضد الأمثلة الشعبية التي نرددها كل يوم مثل «مدد رجولك على قد لحافك» وكأننا لا نستطيع شيئاً بل كل ما يفعله الإنسان في البلاد المتقدمة نستطيع أن نفعل مثله وأكثر منه إن شاء الله، نحن بلد الإسلام وأهل القرآن ونعتز ونفخر بديننا وبوطننا وترابنا وسمائنا ونستطيع الوصول إلى أرقى المستويات علمياً وثقافياً وصناعيا ويجب أن ننفض عنا غبار الإحباط ونبدأ بالتفاؤل والأمل والثقة في النفس وأعتقد أن المجتمع السعودي أصبح في هذه الآونة بالذات يتمتع بهذه الثقة والتفاؤل وتستطيعون أن تثبتوا للعالم أجمع أن الإنسان السعودي يستطيع أن يفعلها. طفلان يقدمان لوحة إلقائية. الأمير عبدالعزيز بن ماجد في مقدمة الحضور. مداخلة أحد طلاب الجامعة.