بمناسبة ذكرى المصادقة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي أقرت به الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من كانون (ديسمبر) من عام 1948م، ودعت إلى ترويج نصه وإلى العمل على نشره وتوزيعه وقراءاته ومناقشته بدون أي تمييز بشأن الوضع السياسي للدول أو الأقاليم حيث أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم، ويعد إنجازاً «إنسانياً» ونقطة تحول في طريق التضامن الدولي والذي أكد على أهمية الحرية والمساواة في الكرامة والحقوق والتمتع بها دون تمييز عنصري بسبب اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين، ويعد أول وثيقة دولية تعترف بحقوق الإنسان على وجه التحديد. وفي هذا العام تمر الذكرى مع تزايد الانتهاكات من بعض الدول ضد شعوبها سواء أكان على المستوى الدولي أو على المستوى الإقليمي، فأصبحت هذه الشعوب تئن صارخة تحت وطأة هذه الانتهاكات التي آلمت بكرامتها وحريتها واستقرارها وأمنها، ولكي تضمن شعوب العالم ودولها أن تعيش بكرامة لابد أن تضع هذا الإعلان نصب عينيها تعمل به لأنه يشكل وثيقة نابضة بالحياة وذات صلة بواقع الحال وتجاهله يعتبر تجاهل لحق البشر الممنوح من الخالق عز وجل منذ نزول البشرية على وجه الأرض قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الإسراء 71/70، ولأن هذا الإعلان لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة نضالات مريرة خاضتها الشعوب عقب الحرب العالمية الثانية وعقب الأعمال التي أثارت بوحشيتها الضمير الإنساني، ولأن الإنسان بطبعه ميال إلى تحديد أهداف سامية يسعى إلى تحقيقها وإلى مثل عليا يقتدي بها وخوفاً من طغيان القوي على الضعيف (نقول): نعم لهذا الإعلان ونعم لمواده الثلاثين مالم تتعارض مع مقتضى الدين الإسلامي الذي جعل من المملكة العربية السعودية وهي تصادق علة هذا الإعلان أن تحتفظ على المادتين (1/16) و(18) لتعارضهما مع تعاليم ديننا الحنيف وتدعو إلى العمل بمواده ورفض سياسة التطهير العرقي وإراقة الدماء مهما كانت الأسباب، وتؤكد حق هذه الشعوب بالحرية والاستقلال وصيانة الكرامة، لأن مفاهيم حقوق الإنسان نابعة في الأصل من العقيدة والشريعة الإسلامية التي قامت على مبادئ تحمي حقوق الإنسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو لغته أو عرقه أو دينه. * عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان