استقبل سمو الشيخ جابر مبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع في دولة الكويت يوم أمس في قصر السيف وفد رابطة العالم الإسلامي برئاسة معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وحضر اللقاء معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت محمد عباس النومس ورئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت الدكتور عبدالله بن معتوق المعتوق والمدير التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الدكتور سعد بن علي الشهراني. وقد رحب سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي بمعالي الأمين العام للرابطة والوفد المرافق وأكد على أهمية التعاون بين الرابطة والوزارات والمؤسسات الكويتية في عقد المناشط التي تعزز مفهوم الوسطية الإسلامية في المجتمعات الإسلامية. ونوه سموه بالتعاون بين دولة الكويت والمملكة والتواصل بين المؤسسات الإسلامية في البلدين الشقيقين لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية مؤكدا سموه على أهمية المؤتمر الثاني «السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين» مشيراً الى اهدافه في تحقيق وحدة الصف الإسلامي. وشكر سموه رابطة العالم الإسلامي والملتقى العالمي للعلماء المسلمين على ما يبذلانه من جهود لتحقيق التعاون الإسلامي والقضاء على الفرقة بين المسلمين. من جهته قدم معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشكر لدولة الكويت على استضافتها للمؤتمر مبينا أن الهدف الأساس من عقدة هو تأصيل مفاهيم التوسط والاعتدال في المجتمعات الإسلامية وجمع المسلمين على النهج السوي الذي كان عليه المجتمع الإسلامي الأول الذي بنى على يد آل بيت رسول الله صلوات الله وسلامة عليه وأيدي صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم والذين كانوا متحابين متعاونين في كل شأن من شؤون الحياة. وفي نهاية اللقاء قدم الدكتور التركي قطعة من كسوه الكعبة الشريفة لسمو رئيس مجلس الوزراء في دولة الكويت رمزاً للتواصل العملي البناء بين الرابطة والمؤسسات الرسمية والشعبية في الكويت. الى ذلك ونيابة عن سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح افتتح معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشؤون الإسكان محمد عباس النومس يوم امس فعاليات الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين التابع لرابطة العالم المؤتمر الثاني: (السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين) الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومبرة الآل والأصحاب في الكويت. وذلك بفندق الشيراتون بالكويت. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات من القران الكريم ثم ألقى معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت محمد عباس النومس كلمة رحب فيها باسم صاحب السمو امير دولة الكويت صباح الاحمد الصباح بالمشاركين في المؤتمر وتمنياته لهم بالتوفيق معربا عن تقديره للمشاركين على تلبية دعوة الوزارة للحضور والمشاركة في هذا المؤتمر. د. التركي يلقي كلمته في مؤتمر «السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين» وأكد معاليه ان المؤتمر يأتي مجسداً حقيقة شرعية وحتمية تاريخية مفادها ان آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار الأبرار مثلوا بحق جيلاً قرآنياً فريداً في معتقده وفهمه وقيمه وقال معاليه لقد استقر في نفوس الأمة نحو السابقين الاولين معاني الحب والود والتقدير كونهم حملوا مشاعل الهداية وتحملوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أعباء نشر هذا الدين الحنيف. بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة أكد فيها أن فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الأمة باق ما بقيت، فهم صفوتها وخير أجيالها، والرعيل الأول الذي أقام الله به الإسلام ومكن له في الأرض، وكانوا أفضلَ هذه الأمة، وأبرَّها قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا، اختارهم الله لصحبة نبيِّه، ولإقامة دِينه. وأكد انه يجب على كل مسلم ان يحبهم حباً عدلاً لا إفراط فيه ولا تفريط، وأن يحتاط لدينه في شأنهم، فلا يذكرهم إلا بأحسن الذكر، ويلتمس لهم فيما شجر بينهم أحسن العذر، ويتحرز في الأخبار المروية في شأن ذلك، فيمحصها ويميز الأصيل منها الذي رواه الثقات الإثبات، من الدخيل الذي ألصقه الوضاعون المغرضون بسيرتهم بغياً وعَدْواً. مفيدا ان هذا هو السبيل الوسط الذي يصلح عليه حال الأمة، في موقفها من سلفها، ويجمع عليها كلمتها ويوفر عليها ألفتها. وأوضح أن الانتقاص من الصحابة لا يجلب على الأمة إلا المزيد من الصراع الذي لا ينتهي، فتزداد ضعفاً، ويزداد عدوها فيها طمعاً، وتستهلك طاقتها المادية والفكرية في غير المجال الذي ينبغي أن تستهلك فيه. وأكد معاليه أن ما تواجهه الأمة الإسلامية اليوم من تحديات كثيرة وكبيرة، يستدعي بالضرورة أن يعمل الجميع على تعزيز الصلة بين مختلف فئاتها، على أصول الإسلام وأركان الإيمان، وقواعد الشريعة، وإقامة تعاون بينهم في مختلف المجالات، والنأي عن تأجيج أي خلاف يضعف خدمة قضايا المسلمين، وأداء رسالتهم بالطريقة الحضارية التي تحسن التعامل مع قضايا العصر. بعد ذلك القي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت الدكتور عادل عبد الله الفلاح كلمة أكد فيها أن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت تعيش فيه الأمة الإسلامية فترة عصيبة من تاريخها تتقاذفها الأمواج من كل الاتجاهات وتكاد تعصف بها تيارات العولمة ومؤامرات الأعداء مفيدا أن هذا المؤتمر يجسداً للنظرة الوسطية للأمة الإسلامية إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الأطهار الأبرار بهدف غرس محبة الآل والأصحاب في نفوس المسلمين كافة باعتبار أن محبتهم من تمام الإيمان وتبيين دورهم في نصرة الإسلام ونشره وإبراز العلاقة الحميمة بين الآل والأصحاب حباً وتقديراً ونسبا ومصاهرة فهم خير الخلق بعد أنبياء الله ورسله. ثم ألقى مدير إدارة البحوث في دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور سيف راشد الجابري كلمة ممثلي الوزارات أكد فيها أن المؤتمر يؤكد على تجسيد تعظيم المسلمين لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير مغالاة في ذلك وان هذا التعظيم والبر والتكريم ثابت لهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما أن الامة لم تعرف في منهجها السوي التفرقة بين الصحابة رضي الله عنهم وآل البيت. بعد ذلك ألقى رئيس مبرة الآل والأصحاب بالكويت خليل الشطي كلمة أكد فيها أن المبرة أخذت على عاتقها حمل راية الدفاع عن أهل البيت الأطهار والصحابة الأخيار رضي الله عنهم بدءاً من التعريف بهم وإلقاء الضوء على سيرتهم وتضحياتهم ورد الشبهات التي يريد البعض إلصاقها بهذا الجيل الفريد. ونوه بما حققه المؤتمر الأول من أثار ايجابية في توعية المجتمع الإسلامي بدور الآل والاصطحاب وعلاقتهم الحميمة في تقبل الرأي الأخر. بعد ذلك بدأت جلسة العمل الأولى التي تم خلالها إلقاء 4 محاضرات الأولى بعنوان (الأئمة الأربعة وعلاقتهم بآل البيت) ألقاها الدكتور محمد يسري والمحاضرة الثانية بعنوان (تعظيم الآل والأصحاب لأمهات المؤمنين) ألقاها السيد علي الأمين والثالثة بعنوان (السلوك التعبدي عند الآل والأصحاب في الصدر الأول) ألقاها الدكتور محمد موسى الشريف والرابعة بعنوان (نصيب الآل والأصحاب في الأدب العربي شعراً ونثراً) ألقاها الدكتور خالد الشايجي.