يختتم اليوم «الخميس» مجلس الشورى المغاربي دورته السادسة التي بدأها أمس في تونس بمشاركة 150 برلمانياً يمثلون البرلمانات المغاربية الخمسة. ومن المنتظر أن تكلل أشغال هذه الدورة ببيان ختامي يحدد برنامج العمل المستقبلي للمجلس. وكانت جلسة الافتتاح قد شهدت مداخلات رؤساء الشعب بمجلس الشورى بعد أن ألقى السيد رشيد ولد صالح رئيس المجلس كلمته الافتتاحية وقد دعا الجميع إلى ضرورة مواصلة الجهد من أجل تثبيت أركان البيت المغاربي، وتنشيط مؤسساته حتى يؤدي الدور الجدير به في محيطه العربي والمتوسطي والأفريقي. وأكد السيد العفيف شيبوب رئيس هذه الدورة من جهته أن التقدم بالبناء الاتحادي اليوم بات أمراً متأكداً وحيوياً للشعوب المغاربية في ظل الظروف الدولية التي تزداد تعقيداً وضبابية، وشحناً بكثير من التوترات. كما أن التحولات العالمية الهائلة والعولمة المتسارعة فرضت التكتل والتوحد على جميع الأمم والبلدان وجعلت منها نهجاً لا مفر منه، فحتى البلدان الثرية والقوية لم تبق في منأى عن هذا الواقع، فبادرت قبل غيرها برغم التناقضات والصراعات باعتماد التمشي العقلاني في معالجة ما برز من عقبات دون التراجع عن المكاسب المحققة والمتراكمة ودون التنكر للغايات المسطرة. ويتضح من خلال مداخلات كل أعضاء الوفود البرلمانية والوزراء المكلفين بالعلاقات مع المجالس البرلمانية بأقطار اتحاد المغرب العربي أنهم تحدوهم الرغبة الجامحة في تذليل العقبات والقفز عليها لانتشال الاتحاد المغاربي من وضعه الحالي وإعادة عرباته إلى السكة السوية ليؤدي دوره على أرضية جديدة، أرضية الشبكات الكونية التي أصبحت تشكل مختلف التبادل والتفاعل والتواصل في كل مجالات الحياة، لأن عالم اليوم هو عالم المنافسة ولكن على تلك الأرضية فالقوى المؤثرة في تلك الشبكات هي التي تشكل الأقطاب العالمية الفاعلة وتحدد معالم الخارطة الكونية - فهل - يتوصل البرلمانيون المغاربيون إلى تحقيق حلم الأجيال المتلاحقة منذ مؤتمر طنجة وحتى الساعة ويقضون على رواسب التشتت المعوقة لمسيرة وحدة لا مبرر منطقياً لعدم قيامها.