شهدت مباراتا الجولة 13 من دوري (زين) السعودي للمحترفين بين الاتفاق والهلال، والشباب والأهلي تألق مدافع الهلال أسامة هوساوي ومهاجمه عيسى المحياني، ومهاجما الشباب مختار فلاتة وناصر الشمراني، ومدافعا الأهلي كامل فلاته وكامل الموسى، إذ ظهروا بمستوى مميز وقدموا أداءً لافتاً صنعوا من خلاله الفارق لمصلحة فرقهم، ويبدو للجميع أن القاسم المشترك بينهم هو أنهم من أبناء مكةالمكرمة وبالتحديد نادي الوحدة الذي فرط فيهم في وقت سابق. ما يُقدمه لاعبو الوحدة السابقين مع فرقهم يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هبوط الوحدة لدوري الدرجة الأولى لم تقتصر أسبابه على قرار لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم بسحب ثلاث نقاط من رصيد الفريق في دوري "زين" الموسم الماضي بل ان سياسة بيع اللاعبين والتفريط فيهم التي انتهجتها أكثر من إدارة وحداوية هي السبب الرئيسي في تراجع مستويات الفريق ونتائجه في المواسم الماضية وبالتالي كانت النتيجة هبوطه إلى دوري المظالميم في الموسم الماضي. قبل أربعة مواسم حقق الوحدة إنجازاً غير مسبوق عندما تأهل للمربع الذهبي في الدوري وأطاح بالشباب ليلاقي الاتحاد قبل النهائي ويخسر منه بصعوبة في الأشواط الإضافية، وإذا ما عُدنا بالذاكرة إلى ذلك الموسم سنتذكر بأن أسامة هوساوي وكامل فلاته وكامل الموسى وعيسى المحياني وناصر الشمراني هم من قادوا الوحدة لهذا الإنجاز قبل أن ينتقلوا من الوحدة ليقودوا فُرقهم الجديدة لمنصات التتويج والبطولات. نتفق جميعاً على أن الاحتراف أضر بعدد من الأندية بعد أن حرمها من أميز لاعبيها، وعلى العكس تماماً فإنه أفاد أندية عدة خصوصاً تلك التي تمتلك "المادة" التي تؤهلها للمنافسة على خطف اللاعب المميز من ناديه وبقية الأندية المنافسة. منطقة مكةالمكرمة تُعتبر ولادة للمواهب ونجوم كرة القدم إذ مدت أحياؤها وأنديتها منتخباتنا السعودية بعدد من اللاعبين المميزين، كما أن الإمداد بالمواهب الكروية لم يقتصر على منتخباتنا بل تعدى حدود الوطن ووصل إلى إمداد عدد من المنتخبات الخليجية بالمواهب، الأمر الذي جعل عدد من الأندية تتنبه إلى هذه النقطة وتتعاقد مع عدد من الكشافين لجلب أميز المواهب من حواري مكةالمكرمة بأسعار مقبولة مقارنة بتلك التي تُدفع للاعب بعد بروزه وتنافس الأندية على كسب وده.