يؤكد مدرب الخريطيات القطري التونسي لطفي البنزرتي أنه رفض قبل سنوات عدة التدريب في السعودية نظراً لسمعة أنديتها السلبية التي كانت تنقل له، ولكنه تفاجأ بما لقية عندما درب الوحدة ونجران على التوالي. البنزرتي الذي تحدث عن العديد من الأمور ل «دنيا الرياضة» قال إنه هو من اكتشف قائد فريق الهلال والمنتخب الأول لكرة القدم أسامه هوساوي، وأعاد ماجد المرشدي لصفوف المنتخب، كما تطرق لقضايا عدة في ثنايا الحوار التالي: حدثنا عن تجربتك في الكرة السعودية؟. كانت تجربة مميزة للغاية في الحقيقة، وتحديداً الفترة التي قضيتها في تدريب الوحدة، والذي من خلالها صقلت أغلب المواهب التي أصبحت الآن في أندية المقدمة في الكرة السعودية أمثال المهاجمين ناصر الشمراني وعيسى المحياني والمدافعين أسامه هوساوي وماجد المرشدي وكامل الموسى، وغيرهم وأفتخر بذلك، وتبقى علاقتي بجميع اللاعبين الذين ذكرتهم مستمرة حتى الآن، ويدينون بالفضل بعد الله لي، كوني أمتلك خبرة عالية في صقل المواهب، عندما كنت في البحرين والإمارات والسعودية، والآن في فريقي الحالي الخريطيات القطري قدمت ثلاثة لاعبين سيكونون في صفوف المنتخب القطري قريباً. نجوم (فرسان مكة) صناعتي .. والمادة وراء هبوط الوحدة آخر فريق دربته كان نجران، ولكنك خرج من الباب الضيق كما يقولون. لا . . غير صحيح كانت الأسباب لا تتجاوز الأمور المالية، ولكنني لا أرغب في الإفصاح عنها تقديراً لرئيس النادي حينها مصلح آل مسلم، رغم أنني لدي إثباتات استطيع أن آخذ حقوقي كاملة، ولكن كما ذكرت لك تقديراً للنادي ولرئيسه لن أتحدث عنها فقد نسيتها تماماً، ولدي ذكريات جميلة أهمها الفوز على الهلال، والتعادل مع الاتحاد، وغيرها من المباريات الهامة رغم عدم امتلاك الفريق للاعبين بمثل هذه الأندية الكبيرة. البنزرتي ذكرت أنك أنت من صقل موهبة أسامه هوساوي، والآن اللاعب قرر الذهاب للدوري الأروبي، هل تعتقد أنه قادر على النجاح هناك؟. الإمكانيات التي يملكها هوساوي تؤهله للعب في أي نادٍ بالعالم، وعلى رأسها برشلونة، ربما تقول إنني أبالغ لكنها الحقيقة والأيام المقبلة ستثبت ما أقول، فاللاعب يملك جميع المواصفات التي جعلته أبرز مدافع عربي في الوقت الراهن، ويملك العديد من الخصال أهمها الانضباطية التي يفتقدها أغلب اللاعبين، والفكر الاحترافي الذي جعله يفكر في طرق باب الاحتراف في الدوري الفرنسي كما سمعت ، ولا أنسى عندما كان أسامه يلعب احتياطياً قبل مجيئي، ومن خلال متابعتي له في التدريبات رأيت أن لديه فكراً ومقومات لا تتواجد في غيره من اللاعبين، وأقحمته مباشرة لاعب محور كي لا أضعه في موقف محرج كونه حينها صغيرا في السن، وفي حال لعب مدافعاً منذ البداية ربما ينتهي، وبعد أن أخذ الثقة بنفسه أعدته لقلب الدفاع وقلت له بالحرف الواحد: "هذا مركزك الحقيقي فحافظ عليه". تكاتف الهلاليين أبقاهم أبطالا . . وتنازلت عن حقوقي من أجل النجرانيين لكن المتعارف أن اللاعب السعودي تقل إمكانياته عن غيره من اللاعبين العرب؟. من يقول مثل هذا الكلام فهو مخطئ، اللاعب السعودي يملك ميزة غير موجودة في بقية اللاعبين العرب، وهي السرعة والمهارة التي لا توجد إلا في اللاعب البرازيلي والسعودي هكذا أرى، وبالتالي فإن العديد من اللاعبين السعوديين مؤهلون للعب في أي دوري في العالم، فقط يحتاجون للفرصة بالتواجد في الدوريات الأوربية، وبعدها سيكون اللاعب السعودي علامة فارقة في الكرة العربية، وربما يحتاجون للتسويق الأكثر دقة من قبل وكلاء التعاقدات. ماذا عن ماجد المرشدي الذي دربتة في الوحدة؟. عندما قدم المرشدي للوحدة بنظام الإعارة من الهلال، كان يعاني نوعاً ما من فقدان الثقة، وأذكر أنني قلت له: "أنت مدافع مميز، وستصبح قريباً في صفوف المنتخب، فرد علي مباشرة: "كيف ألعب في المنتخب وأنا لا ألعب في الفريق أساسياً؟!"، فقلت لك: "سأمنحك الفرصة، وعليك تطوير مستواك، وبعدها ستلعب في المنتخب بجانب زميلك أسامة هوساوي"، وبالفعل عندما عاد للهلال نهاية الموسم أصبح المدافع الأساسي في المنتخب بجانب هوساوي. ماذا عن مهاجمي الوحدة السابقين عيسى المحياني وناصر الشمراني؟. أراهما من أبرز المهاجمين في السعودية، وتحديداً المحياني الذي يمتاز في الهدوء وهذه الميزة تذكرني بالمهاجم البرازيلي روماريو، وبالنسبة للشمراني فهو هداف مميز، ولديه حاسية تهديفية جعلته هدافاً للدوري عندما كان في الوحدة ثم عقب انتقاله للشباب. من اللاعب الذي ترى أنه الأبرز في الكرة السعودية؟. هناك العديد من اللاعبين ولكنني أرى أن لاعب وسط الوحدة ماجد الهزاني لم يأخذ الفرصة الكافية، فهو يملك جميع مواصفات اللاعب الموهوب، ولكن الإصابة في بعض الأحيان ساهمت في انخفاض مستواه، وفي حال اكتمل شفاؤه سيكون لاعبا مؤثرا في المنتخب السعودي. ماذا تحمل من ذكريات في الوحدة أو نجران؟. هناك العديد من الذكريات أهمها عندما قدمت للوحدة في الموسم الأول أذكر أنني كنت رافضاً فكرت التدريب في السعودية، ولكن عندما وصلني عرض عن طريق وكيل أعمالي، وسألني عن إمكانية تدريب فريق الوحدة من مكةالمكرمة فأجبته: "إذا كان النادي في مكة فأنا موافق"، كوني سأتواجد في أطهر البقاع، وهذا حلم الطفولة وتواجدي فيها يعني قربي من الحرم وأدائي العمرة، وبالفعل هذه أهم الذكريات التي لا تفارق ذهني، فظلاً عن أنني قدمت للكرة السعودية أكثر من لاعب يتواجد حالياً في المنتخب أمثال ناصر الشمراني وأسامة هوساوي وماجد المرشدي وعيسى المحياني وكامل الموسى وكامل المر وعلاء الكويكبي وغيرهم. أثناء تواجدك في الدوري السعودي من كان الفريق الأبرز برأيك؟. هناك العديد من الأندية التي تملك أمكانيات كبيرة، ولكنني أرى أن الهلال أكثر الفرق السعودية استقرارا، ولديه عناصر مميزة ساهمت في حصوله على العديد من البطولات، وما يميز الهلال تكاتف رجالاته، وجماهيريته الكبيرة، هناك أيضاً الاتحاد والشباب يملكان لاعبين مميزين، ولكن إذا سألتني عن اللاعبين القدامى فإنني بكل تأكيد سأختار يوسف الثنيان الذي يملك مهارة غير عادية، وتمنيت أن يوجد لدي لاعب في أي فريق أقوم بتدريبة وحينها سأراهن على تحقيق البطولات.