اعتادت الكثير من الأسر في المملكة على تناول السمك على الأقل مرة في الأسبوع ، حتى أصبح يوم الجمعة لدى البعض معروفا بانه «يوم السمك « ، وأصبح افراد العائلة ينتظرون هذه الوجبة الغنية بالمكملات الغذائية ، اهالي جازان ومن خلال موقعهم البحري يتميزون بسوق للسمك ، سوق يومي تتوفر فيه الأسماك طازجة بعيدا عن المثلج او المبرد . ما يميز سوق جازان أن جولة سريعة في هذا السوق تفتح لك الباب للتعرف على الكثير من المصطلحات او الأسرار الخاصة بالمأكولات البحرية ، فخلال تواجدك تتردد بعض الكلمات كثيرا بين البائع والزائر ك «الجلب» أي السمك المصطاد باليد من اكثر العبارات التي يسمعها الزائر كثيرا ، كون اهل جازان يفضلونه على «الشبك» وهو النوع المصطاد باستخدام الشباك ، أسعار الصنفين تختلف كثيرا فأسعار «الجلب « في الغالب تكون مرتفعة نسبيا . سوق صبيا أصبح طاردا لأبناء البلد هذا السوق العتيق بدأ في فقد رونقه في الآونة الأخيرة ، والسبب يعود كما يقول مرتادوه او العاملون فيه إلى نسبة العمالة الوافدة الكبيرة التي بدأت تسيطر عليه ، فمحمود عقيل أحد تجار السوق يشكي الحال قائلا : «... دخلنا السوق أغنياء وأصبحنا فقراء» ويعلل ذلك بأن عدد الأجانب زاد بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة بالإضافة إلى ارتفاع إيجار المحلات من 500 ريال في السنة إلى 7 آلاف ريال. من جانبه أكد محمد شوك أن غياب الرقابة والإهمال لشؤون السوق قادت إلى تدهوره حتى أصبحت المحلات تسلم للعمالة التي أخذت الرزق، وأدت كثرتها إلى رفع الإيجارات ، هذا واشتكى الكثير من أصحاب المحال من قيام بعض العمالة الوافدة بالتجول داخل السوق وخارجه بالأسماك بهدف عرضه على الزبائن في الخارج الأمر الذي يرونه يقتل روح المنافسة الشريفة بالإضافة إلى ما يلحق بالسمك من تلوث . على الجانب الاقتصادي ، تكون عبارة «رزقنا على الله» هي الجواب الدائم على شفاه من تسألهم عن جدوى مزاولة هذه المهنة رغم اعترافهم بأن الدخل مقبول إلا انهم يشتكون من ارتفاع اسعار الإجارات وسطوة العمالة الوافدة على السوق.