اشتكى عدد من العاملين بمرسى صيد الأسماك بجازان من سيطرة العمالة الوافدة على المرسى مما أدى إلى مضايقة عدد من المواطنين في أرزاقهم، مؤكدين أن غياب الرقابة سمح لهؤلاء الأجانب بمزاولة البيع والشراء رغم صدور تعليمات تمنع ذلك. وأشاروا إلى أن الوافدين يتحكمون في أسعار الأسماك حسب رغبتهم الأمر الذي من شأنه التأثير على حركة البيع ليس هذا فحسب بل أكد المتحدثون أن هذه العمالة غير النظامية تعمل تحت غطاء مواطنين يتركون لهم الحرية الكاملة في عمل كل ما يريدون داخل هذا المرسى والسوق. «الرياض» قامت بجولة على مرسى صيد الأسماك بجازان والتقت عدداً من العاملين في هذا المرسى، حيث تحدث في البداية المواطن هادي حكمي قائلاً: مهنة الصيد مهنة لم تعد كما كانت في السابق، فقد كان الصيد وفيراً والرزق كبيراً والوضع كان جيداً لهذا كانت الظروف مساعدة على القيام بعملية صيد الأسماك، مشيراً إلى أن الاتجاه إلى هذه المهنة في طلب رزق طيب وفائدة كبيرة، ولكن كل هذا تغير الآن ولم تعد أي من هذه الأشياء موجودة، فأنا لا أعرف إلا مهنة صيد السمك وبيعها هنا في السوق والأمور كما ترى تغيرت بشكل كبير، فالعمالة الوافدة أصبحت هي المسيطرة على المرسى وعلى السوق وأصبحوا هم «أباطرة المكان» ولكن قد يكون هذا بسبب المواطن نفسه فهو الذي جلبهم وأتى بهم إلى هنا وهم بدورهم استغلوا هذه الفرصة ولم يجعلوها تفوتهم فاستغلوا الوضع استغلالاً أصبح يضر بالمواطنين الصيادين وباعة الأسماك، فهم يتحكمون في بورصة البيع فمرة يرفعون الأسعار ومرة أخرى يجعلون الأسعار في «الحضيض»، وهذه كارثة يجب القضاء عليها. أما المواطن محمد عبدالله مغفوري يقول: الوضع هنا مزرٍ للغاية ولا يطاق، فكما ترى النظافة شبه معدومة وكذلك التنظيم، وهي مشكلة أزلية وقديمة لم توجد لها الحلول، فالعمالة الوافدة من جهة تتحكم في المرسى مما يعني عودة قراصنة الزمن الماضي بشكل مختلف عمّا كان عليه في السابق، فهناك عمالة وافدة تشتري منهم السمك وهذا يعني تعاونهم ضدنا نحن السعوديين، وهذا الأمر في غاية الخطورة ويجب وضع حد سريع لهذه التصرفات التي لم تتوقف عند حدها إلى الآن. من جانب آخر أيضاً المرسى يعاني معاناة شديدة من قلة النظافة وانعدام التنظيم، فكم من قارب مهمل ومرمي على قارعة الطرق، وآخر مكسور ويسد خانة كبيرة في المرسى، وآخر متهالك لا فائدة منه بل هو عبارة عن مخلفات رميت هنا، كذلك المرسى في وضع سيئ ويحتاج إلى لمسة حانية من المسؤولين لتغيير الوضع القائم فيه وتطويره وتنظيمه. المواطن علي حدادي يقول: العمالة الوافدة سيطرت على تجارة صيد وبيع الأسماك، الأمر الذي يهددنا بانقطاع مصدر الرزق الوحيد الذي نعتمد عليه في حياتنا، مشيراً إلى أن الحال لم يعد كالسابق فاليوم حل الوافدون بديلاً عن أبناء المهنة من السعوديين وبدأوا يضربون السوق بأسعار أرخص الأمر الذي يضرنا كثيراً، مؤكداً أن الوضع لا شك سيئ جداً ويحتاج تدخل المسؤولين بشكل عاجل. كما تحدث المواطن محمد الحزيمي وقال: للأسف الرقابة على أعمال هذه العمالة الوافدة شبه معدومة ولو كانت هناك رقابة لكانت هناك مخالفات كثيرة وعديدة، فأعمالهم «مشبوهة» ونظراً لعدم وجود رقابة فهم يعملون ما يريدونه ولا أحد يمنعهم من ذلك، وهذه مشكلة كبيرة يجب التصدي لها وإيجاد الحلول المناسبة لها وإلا سيتفاقم الأمر أكثر من ذلك، كما أن الكثير من الصيادين السعوديين قد تضرروا ضرراً بالغاً من تصرف العمالة الوافدة وسيطرتها على مجرى صيد الأسماك، وكذلك يجب ألا نغفل نقطة مهمة وهي أن هؤلاء العمالة الوافدة يتسببون في خروج كثير من الأموال إلى خارج البلد مما يعني عدم الاستفادة منهم فهم عبء على المواطنين وعلى اقتصاد الوطن. مشاهدات «الرياض» رصدت «الرياض» بعض المشاهدات والملاحظات في مرسى صيد السمك بجازان، وهو وجود «هوامير» لعملية احتكار سوق الأسماك، فهناك الكثير من «الهوامير» وغالبيتهم من العمالة الوافدة جل اهتمامهم هو الاتجار بالأسماك وتسيطر سيطرة واضحة وكاملة على عملية البيع والتوزيع، حيث لم يعد المواطن يجد الفرصة السانحة لدخول السوق الذي أصبح تحت سيطرة هذه العمالة الوافدة المتخفية خلف كفلاء ليس لهم أي نشاط فعلي لا في المرسى ولا في السوق، حيث تقوم هذه العمالة الوافدة بتلقي المنتج من صيد البحر من قوارب الصيد مباشرة حيث لا تكاد هذه القوارب أن تحط حالها على الشاطئ إلا ويتلقفها الهوامير بشراء كامل المحصول، ومن ثم إغراق أسواق السمك في محافظات منطقة جازان وخارجها بالأسماك وبأسعار رخيصة لا يستطيع المواطن منافستها، فهؤلاء يتضامنون فيما بينهم لتحقيق العرض بكميات كبيرة من السمك الطازج حتى قطعوا الطريق على المتاجرين من المواطنين.