تعاني مستشفيات منطقة الحدود الشمالية نقصاً في الكوادر الفنية والطبية وتدني في الخدمات الصحية التي تقدمها تلك المستشفيات. ويمكن وصفها بأنها أقل من المطلوب وتكاد أن تكون شكلية كتوفر المستشفى بدون كوادر بحسب ما أشتكى منه المواطنون والمقيمون في هذه المنطقة عموماً، مشيرين إلى أن هناك مراكز رعاية صحية تم الانتهاء من بنائها ومكتملة الأجهزة وأخرى تم استئجارها وينتظر مرضاها منذ فترة طويلة نتيجة عدم وجود الكوادر الطبية من أطباء وفنيين (كمركز صحي الجبهان ببلدة الجبهان منذ سنة، وكذلك مركز صحي الجميما برفحاء لأكثر من سنة، ومركز طريف الغربي). وطالبوا بتدخل الجهات ذات العلاقة ووجوب تفهم وزارة المالية لإحتياجات المنطقة المالية وهي التي أكد عليها خادم الحرمين الشريفين وانها لم تأخذ حقها في الفترة الماضية لإنقاذ مستشفيات وزارة الصحة في الشمال والتي وصفوها (بالمتردية) فمستشفيات كلفت الملايين لكنها بقيت جسد بلا روح بسبب نقص الكوادر الطبية والفنية وهو الأهم من المباني. د. الهبدان ل(الرياض): الوضع يتطلب إعادة دراسة احتياجات مستشفيات المنطقة وأصبح قطع مئات الكيلو مترات لأهل هذه المناطق إعتيادياً للبحث عن الخدمة الطبية المتقدمة إما في المستشفيات الرئيسية داخل المملكة أو بالدول المجاورة، وتتكرر المشكلة منذ عشرات السنين فمستشفياتهم لاتستطيع تقديم الخدمة الطبية المناسبة والمواطنون لايملكون سوى الشكوى التي تتكرر دائماً لكن الاستجابة ضعيفة. وأكدت مصادر طبية ل(الرياض) ان المشاكل الصحية في الشمال تتلخص أولاً: مشكلة (الندب) فمنذ سنوات طوال والتعيين في المنطقة فقط من أجل المباشرة ومن ثم المغادرة إلى مناطق أخرى ، فقد مارس أغلب مدراء العموم ندب موظفيهم إلى مناطق أخرى حتى أن المنتدبين يتجاوز عددهم 200 موظف ما بين فني وإداري. د. الهبدان وأشار مصدر صحي ان مدير عام الشؤون الصحية الجديد حاول فور مباشرته إعادتهم للمنطقة لكن المناطق لم تتعاون معه رغم أن أكثرهم كان قرار ندبه لمدة مابين 3 إلى 6 أشهر مما أضطره لوقف رواتبهم لكن الوزارة اعترضت على إيقاف الرواتب معتبرة إياه خط أحمر متناسين بذلك مصلحة المرضى التي كان من المفترض ان يكون الخط الأحمر، وما زالت الكوادر مهاجرة خارج المنطقة دون إيجاد الحلول المناسبة لمستشفيات المنطقة، حيث أن هناك مستشفيات لا يوجد فيها فنيي سجلات أو وبائيات ولا حتى إحصاء وهي من الأقسام الأهم في الجودة. والمشكلة الثانية بحسب المطلعين ضعف الملاك الوظيفي للمستشفيات فأغلب مستشفيات المنطقة ملاكاتها الوظيفية قليلة جداً وتحت الحد الأدنى المقرر بالمراسيم الملكية وتحت خط المعايير التي تضعها وزارة الصحة فمستشفيات 100 سرير يجب أن يتوفر فيها على الأقل حسب المعايير 170 فني تمريض بينما على أرض الواقع لا يتجاوز المتواجدون 90 ممرض وممرضة وهو الملاك الفعلي للمستشفى واحد المستفيات بالمنطقة لايوجد فيه سوى ممرض واحد مقابل 90 ممرضة ، بالإضافة إلى أن مستشفيات 50 سرير مثلاً وحسب المعايير يجب أن يتوفر فيها 86 فني تمريض بينما ملاكاتها الوظيفية 48 فني تمريض فقط مما يسبب ضغطاً على العاملين وعدم تقديم المأمول من الخدمات الصحية. والمشكلة الثالثة إحداث إدارات دون كوادر : حيث تعتمد وزارة الصحة سنوياً إحداث عدد من الإدارات والبرامج واللجان دون استحداث كوادر لها مما يزيد الضغط على الكوادر الموجودة ويشتت العمل ، كما هو حاصل مع استحداث إدارة علاقات وحقوق المرضى ، فالوزارة تطالب بالإنتاجية ومراعاة مصلحة المريض بينما هي لم توفر الكادر المناسبه لمثل هذا القسم معتمدة بذلك على الكوادر المتواجدة في المستشفيات وتضيف إليهم أعباء أخرى ، وأيضاً إدارة اقتصاديات الصحة وكذلك إدارة الجودة وإدارة الرعاية المنزلية وإدارة الأسرة وغيرها ، أو استحداث برامج كبرنامج الرضاعة الطبيعية وبرنامج حديثي الولادة وغيرها من البرامج التي تضاف على العاملين في تلك المستشفيات ، وتطالبهم وزارة الصحة بالأداء المتميز دون أن توجد البيئة المناسبة لهذا التميز الذي تطالب به الوزارة رغم الوعود المتكررة بإيجاد الحلول واستحداث الوظائف لمثل هذه الإدارات الجديدة.من جانبه علق الدكتور محمد الهبدان مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الحدود الشمالية على ذلك بقوله ان الوضع يتتطلب اعادة دراسة احتياجات مستشفيات المنطقة من الكوادر الطبية والطبية المساعدة حسب معايير الخدمات الصحية لرؤيتها الجديدة مع ضرورة إعادة جميع الموظفين المنتدبين خارج المنطقة من فنيين وإداريين لينعم المواطن في هذه المنطقة بخدمات صحية ترتقي لتطلعات ولاة الأمر ومعالي وزير الصحة.