ما أن تقطع شبراً من أرض الرياض إلا وتجدها قد توشحت وشاحًا رماديًا له أوجه متعددة ونقوشات متنوعة وتخطيطات متكلفة. طرق فرعية ورئيسية وأزقة متعرجة وأرصفة جانبية وحواجز باهتة بين مخارج الأنفاق والطرق وسياجات حديدية وقوالب إسمنتية كلها رمادية! ألا يبعث ذلك في نفسك الوجوم والكآبة؟! وإنك لتعاف إشراق الصباح وأنت تخترق زحام الطرق وتترمد عيناك بألوانها الميتة! ولا يغيب عنك أن تعرج بإمعانك ليلًا في الرياض إذ لليل شأن آخر مع شوارعها الرمادية حيث الأضواء الساطعة بقوة فتلمع الطرق وتعميك عن رؤية أكبر تفاصيلها فما بالك بأصغرها! و كم من مرة كنت على حافة حادث وشيك لولا رحمة الله منك قريب والسبب أنك اقتحمت فاصلاً آخر للطريق لم يتسن لك رؤيته (حيث الأرض رمادية بالأضواء لامعة). ولاحظ أن الطرق الرئيسية في أغلب اتجاهات الرياض تفتقد إلى جسور المشاة التي تنقل المضطر من جانب الأمان وبطن الخطر إلى جانب الأمان الآخر. ياسادة: أما رأيتم الدول الأخرى كيف أن للطرق جاذبية تشرح الفؤاد، حيث للسياجات الفولاذية والحجرية لون، وللقوالب الاسمنتية لون، ولفواصل المخارج لون، وكأن الأرض بستان يبرؤ اعتلال المصدور بأزهى ألوانه، فمتى سترتدي شوارعنا حلة الفصول الأربعة وتتباهى بروعة التخطيط والاتقان !!