تتفاءل عندما تجد أحدهم يضحك، بل ويغرق في الضحك، وأنت من اعتدت على التكشيرة والصمت الرهيب، وعدم التفاعل حسب طبيعتك لأسباب أهمها أن من يضحك هم الفاشلون، وأن هؤلاء الغارقين في الضحك، من المؤكد أنهم لا يحملون أي هم، تضيف إلى ذلك احتفاظك بهيئةٍ وبرستيج معين أمام من اعتادوا عليك. تغرق في تعقيد الأمور رغم بساطتها، وتتواصل مع ما يراه الآخرون مصدراً من مصادر الكآبة. قد يمسك بك صديق أو قريب ويطالبك بالضحك لأن الموقف يستحق ذلك، وقد يقول لك «فكها» يقصد التعقيد، لكن أنت كما تعودت وكما عُلمت بأن الضحك لا مبرر له، وأنه يقلل من هيبة الإنسان المحترم ولا تنسَ مثَل جدتك وجدتي «ضحك بلا سبب من قلة الأدب» مع أن الحياة الآن تستحوذ على كل مسببات الضحك والانطلاق والبحث عن مخارج للكآبة. وأثبتت أغلب الدراسات أن الضحك علاج وحياة واستعادة رؤية للأشياء. الدكتور جوزيف مارفي يوضح أن الإغريق القدماء وضعوا الضحك في مصاف الأمور المتقدمة التي يمكن ان تتغلب بها على الآلام. وأنه دواء للكثير من المتاعب. وعلى الإنسان الخائف أو المتردد أو القلق أن يجعل من الضحك هدفا أساسيا على مخاوفه وأن يسخر منها، وأن تضحك عندما يثيرك الآخرون. عليك أن تضحك على كل الأخطاء السخيفة الحمقاء التي ارتكبتها على مدار اليوم. اسخر من ذاتك لكونك متجهماً أو جاداً، لتلك الدرجة، وكلما ازداد ضحكك خفّت الضغوط التي تحاصرك. وفي دراسة أيضاً مختلفة استطاعت نساء مشاركات فيها تحمل الألم بطريقة أفضل أثناء مشاهدة تسجيل فيديو كوميدي، وظل الأثر ممتداً حتى 20 دقيقة، يفرز الجسم أثناء الضحك جزئيات شبيه بالمورفين في المخ، والتي تقلل بدرجة كبيرة مشاعر الألم، وعدم الراحة، وكلما كان ضحكك لمدة أطول زادت قدرتك على تحمل الألم. بالنسبة لمن يعانون من أمراض القلب اتضح أن الضحك يوسع أنسجة الشرايين، وهو مشابه تماماً لمفعول التمارين الجسدية، أو استخدام عقاقير ستاتين. يقول أحد الباحثين «إن الضحك بانتظام يعتبر أحد عناصر نمط الحياة الصحي بهدف تفادي أمراض القلب، وإن ضحك الإنسان يُضحك قلبه ويمنحه الحياة. تشارلي شابلن وهو أحد كبار المشاهير كما يقول تقرير هارفارد لاحظ «أن الضحك منشط ويقدم الراحة، ويوقف الألم» لكن هل حديث كوميدي مشهور عن فوائد الضحك هو مسألة تختلف عما يؤكده العلماء من أن المرح هو دواء جيد؟! والآن يبدو أن الأطباء في جامعة ماريلاند قد خطوا خطوة في هذا الاتجاه عندما أجروا أبحاثاً على قياس وظيفة بطانة الأوعية الدموية لرجال ونساء من خلال مشاهدة مشاهد متوترة ومن ثم ضاحكة، واكتشفوا أن المرح يساعد بطانة الأوعية الدموية، وأن الضحك كما اكتُشف هو أحد أشكال الهرولة الداخلية. مارك توين كان محقاً بعد أن بالغ قليلاً وقال إن المرح هو أكبر نعمة للبشرية، هذا المرح الذي هو شفاء للقلب يرى البريطانيون أنه المتعة الأولى في الحياة لهم متقدماً على الطعام اللذيذ أو قراءة كتاب، أو التمتع بالشمس، أو المشي على الشاطئ. وأخيراً يقول أحدهم: «إذا لم تستطع أن تغرس حياتك بالزهور، فلا أقل من أن تزينها بالضحك». ويقول الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي: قال: السماء كئيبة وتجهَّما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما يا صاحِ لا خطر على شفتيك أن تتثلما والوجه أن يتحطما فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم وكذا نحب الأنجما