(1) · بحسب الفيلسوف الألماني (نيتشه) الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يضحك ؛ لأنه أكثر الكائنات شعوراً بالألم ! .. و لأننا أصبحنا محاصرين بالآلام الاقتصادية والاجتماعية المحرّضة على الكآبة ، و بتردّي الخدمات العامة من انقطاعات الكهرباء والماء في هذا الصيف الحارق الذي جاوزت فيه درجات الحرارة نصف درجة الغليان ، وزاد من حرقته فلسفة بعض المسؤولين وتبريراتهم لهذا التردي .. فلا بد من فكاهة تجرّنا نحو الضحك باعتباره فعلاً إنسانيا خالصاً قد يساعد في تلطيف الأجواء.. حتى لو كان ضحكاً على ( خيبتنا).. أو كان يشبه رقص ذلك الطير المذبوح من شدة الألم ! (2) · تتفاوت المجتمعات وتختلف تبعاً لتفاوت ثقافات أفرادها و قناعاتهم ، فما يعتبر خطأ في عرف مجتمع؛ قد يُصنّف على أنه قمة الصواب في مجتمع آخر.. و ما قد يُضحك الناس في مجتمع؛ قد يُبكي مجتمعا آخر.. (العرب ) هم الأمة الوحيدة بين كل (خلق الله ) الذين يخشون الضحك ويخافون عواقبه ! ، فتجدهم كلما استغرقوا فيه، سارعوا إلى الاستعاذة من الشيطان قائلين : « اللهم اجعله خيرا»!! .. ربما يكمن السبب في أنهم لا يضحكون على أمور مبهجة ( تبرد القلب) بقدر ما يضحكون على كمّ السواد (الساخن) الذي يغلّف حياتهم.. أليسوا هم القائلين : إن شرّ البليّة ما يضحك ؟! . (3) · الضحك أنواع .. فالإنسان يكون سعيداً عندما يضحك من قلبه .. و يكون فيلسوفاً عندما يضحك ويسخر من نفسه وقومه .. ويكون (قليل أدب) عندما يضحك من الناس.. بينما يتحوّل إلى مليونير أو (هامور) - بلغة العصر- إن عرف كيف يضحك على المواطنين ويسلبهم أموالهم ! (4) · قديماً كان لدينا طبقة مجتمعية تسمى طبقة محدودي الدخل.. تتشكل من أولئك الذين بالكاد تكفي مداخيلهم لسد حاجاتهم الأساسية .. اليوم و بفعل عوامل الغلاء و تشعّب متطلبات الحياة ؛ انقسمت هذه الطبقة إلى فئة (مهدودي الدخل ) و فئة ( مسدودي الدخل) ! .. ومن طرائف هذه الفئات أن مذيعة عربية في إحدى القنوات الفضائية التي لا يشاهدها أحد ؛ و في لقاء على الهواء سألت موظفاً كان (يغلي ) غضباً من قلة راتبه و غلاء المعيشة ، منذ متى و أنت موظف ؟ أجاب الرجل منذ 10 سنوات .. فردت بغباء (بارد) : العمر كله ان شاء الله !. (5) · ثلاثة أخبار يابانية متشابهة إلا قليلا ، يقول أولها ان مديراً لأحد المصانع اليابانية الضخمة انتحر بعد ان تم اكتشاف تجاوزات مالية في إدارته قدرت بمائة وعشرين ألف دولار ! .. (يا بلاش) ! .. بينما يقول الخبر الثاني ان مديراً آخر بشبكة الصرف الصحي استقال بعد ان تم اكتشاف تسريبات في الشبكة أدت إلى تلوث بيئي رغم عدم مسؤوليته المباشرة عن الحادث !. أما الخبر الثالث فيقول ان مدير إحدى الشركات اليابانية لم ينتحر ولم يقدم استقالته رغم ان شركته تغرق في مشاكل وخسائر مالية بالملايين منذ العام 2006! .. و بعد التحقق من سيرته الذاتية وجد ان السيد ( كاواساكي) قد عمل في منطقة الخليج لمدة 15 عاماً ! .. (6) · عند الأزمات والكوارث الساخنة ينقسم المسؤولون العرب إلى قسمين.. مسؤول لا يستقيل .. و مسؤول لا يستقيل أيضاً !! .