كثيرة هي الروايات التي تحكي عن تزاوج بين الجمال والرعب ، فالكثير منا يتذكر جيدا تفاصيل « الجميلة والوحش « وكيف دمج خيال الكاتب بين الرعب والجمال والرومانسية ، هذا التزاوج الفريد قد يكون ممكنا في مخيلة كاتب وقد يكون مستساغا على صفحات رواية ولكنه صعب إن لم يكن مستحيلا على أرض الواقع . ويتبي مدينة بريطانية استطاعت ان تحقق هذه المعادلة الصعبة فالمدينة الصغيرة تجمع في جنباتها الكثير من الجمال وذكريات الرعب . ما يجذب الزائرين إلى المدينة هو الشعور الذي لا يمكن إنكاره بأن المدينة الساحلية تمثل صورا بريدية للمرفأ الطبيعي وميناء الصيد يمكن أن يراها الزائر بعينه ، فهذه المدينة الواقعة في الساحل الشمالي الشرقي من يوركشير في ثغر نهر إسك، مفضلة لدى الكثير لمنظرها الطبيعي، والإرث الثقافي و»المعجزة» المعمارية ، ولقد سميت باللغة الإسنكندنافية القديمة « Whitby « ، وتعني «المستوطنة البيضاء» . السياح يزورون منزل « دراكولا » ليعيشوا جواً من الرعب يناقض طبيعة المدينة الساحرة هذه المستوطنة ، كانت ومنذ العصور الوسطى مدينة ساحلية تعتمد على صيد الأسماك مما أدى مع الوقت إلى تطوير المهارات الملاحية بين سكان المدينة ، الأمر الذي جعلها تشتهر بالملاحة فأحد أشهر بحارة بريطانيا المستكشف جيمس كووك هو احد ابناء البلدة ، ويعتبر كووك أحد أهم وأبرز المستكشفين العالميين واليوم يعتبر متحف الكابتن كووك أحد أكثر المناطق المقصودة في المدينة حيث يجد الزائر نفسه داخل القرن السابع عشر بالقرب من مرفأ وايتبي حيث جهز كووك رحلته البحرية إلى أستراليا ،كما يستطيع أيضاً أن ينتقل بمخيلته إلى جانب الكابتن وهو يبني السفن إنديافور، وريسوليوشن وأدفينشر وديسكفري للرحلة التاريخية إلى « الأرض المنخفضة «. تاريخ كبير للمدينة بعيداً عن مينائها الشبيه بالصورة الزيتية فإن لويتبي أيضاً جانبا مظلما فخلف هذا الجمال الطبيعي يقبع تاريخ مليء بالذكريات المخيفة ذلك لأن روح دراكولا المرعبة ما زالت تجول في المكان خصوصا بعد غروب الشمس ، فالكثير من المؤرخين يؤكدون ان المؤلف الشهير بارم ستوكر كان مفتوناً وملهماً بالمكان بعد بقائه في المنزل في ويتبي عام 1890 ، هذا المنزل الذي استخدمه ستوكر كثيرا في روايته خصوصا بعد أن شاهد الأسقف الحمراء المحيطة ، وعرض الأسقف مع بلاطات الضريح ، والطيور السوداء المحلقة حول الكنائس ، فالقارئ للرواية يشاهد تطابقا كبيرا بين المنزل الذي سكنه ستوكر والمنزل الذي عاشه دراكولا مما جعل الزوار الحاليين يصممون على زيارة هذا المنزل ليعيشوا جوا من الرعب يناقض طبيعة المدينة الساحرة . رسالة ترحيبية للزائر لمتحف المستكشف اتصال المدينة بالرعب لم يتوقف عند هذا الحد ، فويتبي معروفة بكونها «ا لعاصمة القوطية لبريطانيا العظمى» ، وعلى هذا النحو يتجمهر آلاف الزوار المحليين والعالميين في مرفأ المدينة لكي يحتفلوا وهناك عطلتان أسبوعيتان في أبريل وأكتوبر من كل عام . رعب المدينة لن يمنع السائح من الاستمتاع بأرصفة المشاة التاريخية والبهجة الثقافية حول ويتبي ، فمنظر البحر وعبق التاريخ كفيلان بضمان رحلة لن تنسى لمدينة توفر للزائر ما يرغب به من فن ورعب ورومانسية . صورة لمتحف الكابتن كووك احد المحلات المتخصصة لبيع أزياء دراكولا