حذرت دراسة حديثة عن مستوى الأمن في الشركات المتوسطة والصغيرة في المملكة أن مواقع هذه الشركات عرضة للكثير من المخاطر ، وبينت الدراسة التي اعدتها شركة سيمانتك عن ضعف الإجراءات الأمنية في التعامل مع المعلومات الحساسة كما أن تلك الشركات غالباً لا تقوم بعملية نسخ احتياطي للبيانات ولا تهتم كثيراً بوضع أقسام مخصصة لتقنية المعلومات. وذكرت الدراسة التي أجريت على 205 شركات تعد من قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة في المملكة بأنها لا تطبق سوى إجراءات بسيطة لحماية المعلومات ونسخها بشكل احتياطي على الرغم من إدراكها لأهمية هذه المعلومات خصوصاً في مجالات السجلات المالية وبيانات العملاء ومعلومات الشركة كما زادت نسبة الهجمات الفيروسية والهجمات الاحتيالية . وعن أسباب التحول نحو هذا النوع من الشركات دون الكبرى ذكر جوني كرم المدير الإقليمي لشركة سيمانتك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن الشركات المتوسطة والصغيرة تحوي في الغالب معلومات مالية ذات علاقة بالمستخدمين الأفراد وهم كثر بالطبع كما أن اختراق هذا النوع من المؤسسات يأخذ وقتاً أقل فهي لا تملك حصانة ولا حماية كالشركات الكبرى، وهذا بدوره أفرز ما يسمى الآن بالاقتصاد الأسود وأبرز أنشطته بيع مئات أرقام البطاقات الائتمانية بمبلغ لا يتجاوز دولاراً واحداً فقط. وعن أسباب استهداف المملكة بالذات علّق كرم بأن هناك نقصاً في التوعية المعلوماتية في المملكة مما يزيد من الخطر القائم ، كما أن وضع المملكة الاقتصادي حول العالم يسهم في تشجيع عمليات النصب والاحتيال. ولفتت الدراسة إلى أن الشركات المتوسطة والصغيرة لا تتحرك إلا بعد وقوع المشكلة فهي لا تتخذ قرارات لشراء الحلول التقنية أو الصيانة إلا عند الحاجة المباشرة لها. وتعتبر الهجمات الفيروسية بحسب الدراسة لدى الشركات هي التهديد الأكبر لها والاختراق الخارجي هو الخطر الأبرز ، كما كان من الملفت أيضا أن 29% من الشركات أكدت بأنها لم تتعرض لهجوم على أنظمتها من قبل الفيروسات أو البرامج الخبيثة لكن تبين أن الإجراءات لم تتعد مجموعة بسيطة من الحلول كبرامج الحماية والمسح التلقائي للفيروسات وحماية الوصول إلى الشبكة عبر استخدام كلمة المرور وبرامج الجدار الناري والتحقق من صلاحيات المستخدم مما يعني بأنها قد تكون تعرضت للاختراق دون علمها وغابت إجراءات متقدمة مثل تشفير البيانات الحساسة والتحقق من صلاحيات التحميل من الانترنت وأرشفة المعلومات. ونبهت الدراسة إلى أن معظم الشركات المتوسطة والصغيرة تعتقد أن مجرد نسخ البيانات على أقراص cd أو dvd هي أفضل طريقة للنسخ الاحتياطي للبيانات في الوقت الذي يؤكد المختصون بأن هذا النوع من التخزين يحتاج لإدارة خوفا من الضياع ومكانا للحفظ ومعرفة آخر نسخة إضافة إلى كونه سريع التلف والملفات قد تكتب أكثر من مرة مما يسبب تراكم المعلومات. ونصحت الدراسة الشركات بضرورة تطوير إستراتيجية وميزانية خاصة بتقنية المعلومات وتقدير الأسوأ في حالة ضياع تلك المعلومات أو تلفها بسبب الهجمات مع ضرورة تقييم المخاطر دورياً، ومعرفة أن التعامل مع المسائل التقنية وقت الحاجة فقط يتطلب إنفاق مال أكبر بكثير مما هو عليه لو كان وفق خطط. ومن النصائح ضرورة البحث عن حلول تتناسب مع احتياجات الشركة في عملية التصنيف وتحديد الأولويات للبيانات التي يحتاج نسخها ومن ثم معرفة مكان الحفظ وآلية الوصول إليها.