تجسد التجربة النحتية الأخيرة في الصين، للفنان السعودي كمال المعلم؛ تتمة لتجربتيه السابقتين (حرير الخيل – عنتر وعبلة ) من جهة وذروة فهم واستشراف الفنان السعودي العالمي لمستقبل الحضارة الصينية الصاعدة من جهة أخرى وذلك في سياق مشروع المعلم الفني والوجودي (الخيل العربية الأصيلة). منجزا مجسماً برونزياً مذهلاً، أطلق عليه:(العادايات)، وهو ذو تصميمٍ انسيابيٍ جامحٍ؛ يرمز في أحد تأويلاته إلى السرعة والطفرة والبزوغ الحضاري الجديد للصين وسط عالم بدأ يشهد انهيارات اقتصادية في الوجهة الغربية من الكون. مشاركة الفنان السعودي كمال المعلم، جاءت للمرة الثالثة في سمبوزيوم تشانغشون (منطقة تطوير التقنية العالية) الدولي الثاني عشر للنحت بالصين، منفذاً مجسم (العاديات)، بمقاس(5 x 4 x 2.5 متر) من البرونز والستانلستيل لعمل فني ينتصب الآن في أحد أكبر حدائق جمهورية الصين. المفارقة الفنية والتحدي البارز في عمل (العاديات)، تتمثل في كيفيه وقوف مجسم بهذا الحجم والثقل على رجل واحدة!. هذا ما فعله كمال المعلم وهو ينتصر في تحديه على نفسه أولاً، بعد أن أوقف مجسم مشاركته الأولى في الصين (حرير الخيل) على ثلاث أرجل وثبت مجسم مشاركته الثانية هناك (عنتر وعبلة) على رجلي حصان، ليأتي الرهان الأكبر أمام المعلم ألا وهو مجسم (العاديات) والذي كسبه بكل فروسية واقتدار ، منتهياً من عمل أبهر الصحافة الصينية والمشاركين في السمبوزيوم الصيني، داخل الملتقى النحتي العالمي الكبير والذي ضم (108) نحاتاً من مختلف مدن العالم. وكما هو واضح، يستلهم كمال المعلم الآيات الثلاثة الأولى من سورة (العاديات)، مصورا في مجسمه، فور انطلاق الخيل القوي بأنفاسٍ وشرر النار يبرق من شدة حوافر الخيل وهي تحتدم الأرض. يذكر أن الفنان كمال المعلم من أحد أهم القامات التشكيلية والفنية في المملكة والخليج العربي وهو حاصل على بكالوريوس فنون جميلة بدرجة امتياز من أكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا – ايطاليا ( قسم الرسم ) – تحت إشراف الأكاديمي الإيطالي البروفسور قوفردو تروفاريلي، عام 1982.