الحديث عن حول عشق (عنتر وعبلة) لا يمل.. كيف إذا تحول إلا تجسيدا فنيا وجماليا بديعا؛ هكذا كان مسك ختام أمسية النحات السعودي العالمي كمال المعلم، الأحد الماضي في مهرجان معرض (أرامكو31). عندما أشبع الفنان السعودي فضول عشاق الفن لمعرفة تفاصيل تجربته النحتية الأخيرة بين في الصين، والتي قدم خلالها مجسمين فنيين، تحت اسم (حرير الخيل) و(عنتر وعبلة)؛ المنتصبين الآن بشموخ في أكبر ساحات وحدائق الصين. بعد أن اختار سمبوزيوم تشانغشون الفنان المعلم ومجموعة من النحاتين العالميين ليشتركوا في مهرجان النحت الدولي، الذي تقدم له ما يزيد على (ألف) نحات، لم يقبل منهم سوى «15» بينهم النحات السعودي كمال المعلم. الأمسية الشرقية، افتتحها رئيس جمعية التشكيليين السعوديين الفنان عبدالرحمن السليمان، مؤكدا فيها على أهمية تجربة كمال المعلم في سمبوزيوم تشانغشون (شوانينق) الدولي العاشر في الصين، كونه الفنان العربي الوحيد في المشارك. وأضاف السليمان أن نجاح مشاركة المعلم الأولى في الصين هي التي دفعت الصينيين إلى أن يدعوه مجددا ليقدم عمل عنتر وعبلة. أما المعلم المعروف بتعففه عن الحديث حول تجربته وابتعاده عن الصحافة، فضل أن يستعرض مع الجمهور وبالصور، خطوات ومراحل بناء العمل الفني الأول له في الصين عام 2008 والمسمى (حرير الخيل) منتقلا إلى الحديث حول العمل الآخر وهو (عنتر وعبلة 2009) والذي استغرق عمله خمسين يوميا هي مدة السبموزيوم كان يجلس فيها من الخامسة فجرا ويعمل حتى الظهيرة ليعود مع العصر ويعمل حتى المساء. ويظهر العمل في إحدى زواياه تشكل علامة (قلب) في حال عناق فرس عبلة بخيل عنتر (الأدهم) في تركيب دلالي وجمالي مبتكر من قبل النحات السعودي، الذي أبهر الجمهور الصيني. منحوته عنتر وعبلة المعلم الذي لا يخفي شغفه العالي بالموسيقى وهو الذي قدم في أحد معارضه إصدارا موسيقيا وغنائيا، خاصا، يحاكي جمال الخيل؛ اعترف في محاضرة «أرامكو» حول أثر موسيقى (لانغ لانغ) وأوبرا (عنتر) لكورساكوف؛ في تشكيل وبناء موضوعه عمله الفني الأخير. مشيرا إلى أن موسيقى كورساكوف كانت حول صحراء البادية السورية «أما عملي فهو مستلهم من صحراء الجزيرة العربية» وتحديدا من صخرة العشاق (صخرة النصلة) التي ارتبطت تاريخيا بلقاء عنتر وعبله والتي توجد في محافظة عيون الجواء بين حائل والقصيم؛ ومكتوب عليها بيتان من معلقة عنترة بن شداد، يقول فيهما الشاعر العبسي: (ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي- فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم). وعبر الفنان المعلم عن سعادة عارمة تجتاحه كلما أشار البعض إلى أن عمله لفنان عربي بين كوكبة النحاتين العالميين، وخاصة أنه اختير لتقديم كلمة الفنانين المشاركين، مصرا على الظهور بزيه الوطني في المحفل العالمي. بعد انتهاء مداخلته، أجاب المعلم على سؤال ل»ثقافة اليوم» حول متى سنشاهد أعمال المعلم في حدائق وشواطئ المملكة؛ ليجيب بالقول: هذه أمنيتي بلا شك في أن أقدم عملا فنيا وهو طموحي أيضا ولكن الأمر يتطلب وجود أرضية خصبة ومناخا صحيا جدا لتقديم الفن. مستذكرا في ختام لقائه بالجمهور اثنين من رواد الفن التشكيلي السعودي بالقول: يطيب لي في هذه المناسبة أن نذكر فنانين قدما للحركة التشكيلية الكثير وقد رحلا عنا، وهما الفنان عبدالحليم الرضوي ومحمد السليم.