مع الانتشار الكبير للهواتف النقالة في جميع دول العالم المتقدمة والنامية ووسط جميع فئات المجتمع ، ظهرت مشكلة الهواتف النقالة المقلدة التي أضحت تستأثر بحصة كبيرة من سوق الهواتف المتحركة في العالم . ويحذر الخبراء من المخاطر الكبيرة التي تترتب على استخدام هذه الهواتف مثل ظاهرة التسرب في بطارياتها وامكانية انفجارها واطلاقها لمواد كيماوية عالية السمية وكذلك لمعدلات الاشعاع العالية الصادرة منها وذلك بسبب الجودة المنخفضة في تجميعها والى غير ذلك من الاضرار والخسائر التي يتكبدها مصنعو الهواتف النقالة ذات الماركات العالمية الشهيرة. وعلى الرغم من المخاطر السابقة الا أن هناك تهافتا كبيرا لاقتناء هذه الهواتف المقلدة ولاسيما في الدول النامية ، فالجميع مغرم باقتناء هواتف الصف الاول ذات الماركات المشهورة مثل ايفون ونوكيا وسوني حتى لو كانت مقلدة . وتعتبر قارة آسيا المصدر الرئيسي للهواتف المقلدة في العالم ، خصوصا الصين حيث إن التقدم التكنولوجي المتسارع بات يسمح للمئات من الشركات الصينية الصغيرة الحجم التي يتألف بعضها من عدد لا يزيد من 10 أشخاص على تأسيس ما بات يعرف باسم "شانزهاي" أو السوق الأسود للهواتف النقالة وبأسعار لا تزيد في معظم الاحوال عن 20 دولاراً للهاتف الواحد وذلك على نسق مماثل للمنتجات الاخرى التي تعمل بعض الشركات الصينية على محاكاتها . وعلى الرغم من حداثة هواتف "شانزهاي" في الأسواق إلا انها أصبحت تشكل أكثر من 20% من اجمالي مبيعات الهواتف في الصين التي تعتبر السوق الأكبر في العالم للهواتف النقالة وفقا لإحصائيات مؤسسة قارتنر البحثية ، وفي الوقت نفسه تضغط العديد من الشركات العالمية الكبرى على الحكومات كي تضع حداً لعملية صنع هذه الهواتف. وقد اتخذت العديد من الدول خطوات متقدمة لحظر الهواتف المقلدة حيث أعطت هيئة تنظيم الاتصالات الاماراتية مثلا مشغلي الاتصالات في الامارات مهلة حتى العاشر من ديسمبر المقبل لفصل الخدمة نهائيا عن أصحاب الهواتف المقلدة وبحسب المسئولين في هيئة تنظيم الاتصالات فان نسبة الذين يحملون هواتف نقالة مقلدة لا تتعدى 1% من اجمالي عدد أصحاب الهواتف النقالة في الامارات والذين يصل تعدادهم الى 11.7 مليون جهاز. وكانت هيئة الاتصالات الكينية قد حددت نهاية سبتمبر الماضي كتاريخ نهائي لمشغلي الاتصالات لفصل الخدمة عن أصحاب الهواتف المقلدة. وفيما يخص المملكة التي تمتلك سوقا عملاقة للهواتف النقالة حيث يصل عدد مشتركي الاتصالات المتنقلة فيها الى 54.8 مليونا فقد أفاد مصدر في هيئة الاتصالات بأنه ليس لديهم أي خطط بشأن التعامل مع الهواتف النقالة المقلدة حالياً . ومما يسبق يتضح بأن المعركة ضد الهواتف النقالة مازالت في بدايتها ففي الوقت الذي قطعت فيها بعض الدول أشواطا مقدرة في حظرها ، فان هناك العديد من الدول الأخرى التي لم تشرع بعد في حظر هذه الأجهزة . مصنع جوالات في الصين