في وقت يضمر الحضور السياسي الفلسطيني في الساحة العربية بفعل الأحداث والتطورات الناتجة عن الربيع العربي، يستعيد عدد الخريف من مجلّة «الدراسات الفلسطينية» الدور الفلسطيني الريادي في حركة الفكر والسياسة والإبداع من خلال شخصيات فلسطينية مهمة استطاعت أن تترك أثرها في العالم العربي وفي أكثر من مجال مثل غسّان كنفاني ومحمود درويش وإدوارد سعيد وأنطوان شمّاس... تقدم المجلّة في عددها الجديد ( 92) مقالة كتبها الروائي الياس خوري «في الذكرى الأربعين لغياب غسان كنفاني: وطن يولد في الحكاية»، وفيها يستعيد شخصية شهدت على بدايات تبلور اللغة والهوية الفلسطينيتين. ويحضر كذلك الشاعر الراحل محمود درويش كمؤسس آخر للوعي الفلسطيني، من خلال مقال لعمرو سعد يُكرّس البعد العربي في شخص درويش. وجاءت مقالته بعنوان «محمود درويش في وجدان الثورات». ويُذكر صاحب في «حضرة الغياب» إلى جانب إدوارد سعيد، في دراسة لأمنون راز كراكوتسكين بعنوان «المنفى والثنائية القومية من شوليم وارندت إلى سعيد ودرويش». وفي إطار المنفى الفلسطيني وأبعاده الثقافية، تُقدّم المجلة نصاً للروائي أنطون شمّاس «فلسطين خارج الخريطة: حكاية جواز السفر»، وهو يأخذنا إلى اكتشاف الجوانب المُهملة في الهويّة الفلسطينية العربية. وفي العدد أيضاً شهادة لرولا الركبي عن المناضل الحموي فيصل الركبي، الذي ربط بين قضية فلسطين وقضية الحرية في العالم العربي. وفي سياق مواز كتبت المعمارية صبا عنّاب تحقيقاً علمياً عن مدينة عمّان بعنوان «المؤقتية الدائمة: هجران وسط المدينة حتى بالعودة إليه». ولا يغفل العدد الجديد عن الواقع الفلسطيني الذي يرصده ماجد كيالي في مقال بعنوان «فتح، وتجربة التيار الديموقراطي فيها»، إلى أربع دراسات لموسى البديري «تأملات في تاريخ محكوم: الحزب الشيوعي الفلسطيني والأممية»، وماري قرطام التي تقارن الروابط الاجتماعية في مخيم نهر البارد بالروابط في ضاحية سان دوني البارسية، وبيترو در ماتوسيان عن أرمن فلسطين بين عامي 1918 و1948. ويحتوي العدد على مراجعات كتب وروايات هي «يافا تعدّ قهوة الصباح» لأنور حامد (مراجعة خليل أيوب)، «متى وكيف اخترعت أرض إسرائيل؟» لشلومو زاند (مراجعة نبيه بشير)، «حياة غير آمنة: جيل الأحلام والإخفاقات» لشفيق الغبرا (ميشال نوفل).