أصغت الحكومة اللبنانية أخيرا لصوت العقل ولمناشدات المجتمع الدولي فأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس تحويل حصة لبنان من المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري عام 2005.ويبدو بأن الأكثرية فضلت السلطة على الفراغ " بما أن المحكمة ستستمر سواء مول لبنان أم لا، لكن عدم التمويل كان سيؤدي الى عقوبات دولية مشددة ... ستحتفظ الأكثرية بالسلطة وهو أمر مهم وسط ما يجري في سوريا" كما قال مصدر نيابي ل"الرياض".وكان ميقاتي أعلن قبول التمويل أمس في لقاء صحافي عقده في السرايا الحكومي ومما جاء في كلمته: "في هذه اللحظات المهمة أجد أن الأخطار التي تواجه وطننا تتطلب موقفاً واضحاً وقراراً جريئاً على قدر المسؤولية التي حملتموني إياها للمشاركة في قيادة سفينة الوطن التي تتأرجح وسط الانقسامات الداخلية العميقة والضغوط الاقتصادية والحياتية الخانقة والحرائق الاقليمية على امتداد الخريطة العربية".وأضاف "إصراري على تمويل حصة لبنان من المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ينبع اولا من حرصي على حماية لبنان دولة الحق بشعبه وجيشه ومقاومته وثانيا من إيماني الراسخ بمبدأ احقاق الحق والعدالة لأنه لا يجوز التغاضي عن متابعة ملف اغتيال رئيس سابق للحكومة ورفاق له وثالثا من التزامي الا أكون رئيسا لمجلس الوزراء يخل بتعهدات لبنان الدولية أو يخرجه من حضن الاسرة العربية والدولية أو يساهم في تدهور اوضاعه.لهذه الاسباب قمت اليوم بتحويل حصة لبنان من تمويل المحكمة.وقال إن هذه الخطوة ليست انتصارا لفريق او انهزاما لآخر ولا هي تسليم باتهام أشخاص او جهة بالضلوع في جريمة الاغتيال..انه باختصار قرار وطني يحفظ لبنان ولا يعرضه لاختبارات قاسية بدأت تلوح طلائعها في اكثر من مجال...إن القرار ليس انتقاصا من دور أي مؤسسة دستورية على الاطلاق وليس انتصارا لفريق من اللبنانيين على فريق آخر بل على العكس تماما فهو مكسب للدولة اللبنانية والمؤسسات مجتمعة ولجميع اللبنانيين من دون إستثناء"..ولفت "ان التزامنا السعي الجاد الى تحقيق العدالة ، يجعلنا نتمسك اكثر فاكثر بضرورة متابعة عمل المحكمة الخاصة بلبنان مع تأكيد اهمية ان تكون حيادية وعادلة في مقاربة هذا الملف بحيث تبقيه بعيدا عن التسييس او تصفية الحسابات او التعاطي الكيدي عسى ان يشكل التمويل حافزا لجميع اللبنانيين من كل الطوائف والمشارب والاطياف كي يتخطوا انقساماتهم الكبيرة وخلافاتهم الماضية والنزعة المتمادية الى الانزلاق نحو المغامرات المراهنات والاخطار".ودعا الى العودة فورا الى طاولة الحوار الوطني الجامع، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لأن الحوار يبقى السبيل الافضل لايجاد مساحات مشتركة بين اللبنانيين عبر المزيد من التلاقي والتفاهم وبناء جسور الثقة المتبادلة".ودعا جميع الوزراء الى اعتبار هذا اليوم بمثابة انطلاقة جديدة للعمل الحكومي وبالتالي السعي الجدي والسريع الى تفعيل أداء وزاراتهم عبر معالجة المشكلات.