بيروت - يو بي أي - أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه قام بتحويل حصة لبنان من تمويل المحكمة الخاصة في لبنان التي ستنظر باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري والذي هو مجال خلاف بين اعضاء حكومته. وقال ميقاتي الذي اجل جلسة اسبوعية كانت مقررة للحكومة التي يترأسها مساء اليوم الاربعاء "قمت اليوم بتحويل حصة لبنان من تمويل المحكمة الخاصة بلبنان." وكان وزراء حزب الله الذي تتهم المحكمة أربعة من عناصره بعملية الاغتيال وهو الاتهام الذي يرفضه الحزب ويصف المحكمة ب"الامريكية – الاسرائيلية" الى جانب وزراء حلفاء لهم اعلنوا معارضتهم تمويل المحكمة. وقال ميقاتي في بيان عبر التلفزيون " في هذه اللحظات المهمة أجد أن الأخطار التي تواجه وطننا تتطلب موقفاً واضحاً وقراراً جريئاً، على قدر المسؤولية التي حملتموني إياها للمشاركة في قيادة سفينة الوطن التي تتأرجح وسط الانقسامات الداخلية العميقة، والضغوط الاقتصادية والحياتية الخانقة، والحرائق الاقليمية على امتداد الخريطة العربية." واضاف "إن إصراري على تمويل حصة لبنان من المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ، ينبع اولا من حرصي على حماية لبنان ، دولة الحق بشعبه وجيشه ومقاومته ، وثانيا من إيماني الراسخ بمبدأ احقاق الحق والعدالة، لأنه لا يجوز التغاضي عن متابعة ملف إغتيال رئيس سابق للحكومة ورفاق له". وقال "ان هذه الخطوة ليست انتصارا لفريق او انهزاما لآخر ، ولا هي تسليم باتهام أشخاص او جهة بالضلوع في جريمة الاغتيال ...انه باختصار قرار وطني يحفظ لبنان ولا يعرضه لاختبارات قاسية بدأت تلوح طلائعها في اكثر من مجال، إنه قرار وطني يحمي وحدة لبنان ارضا وشعبا ومؤسسات ويخنق الفتنة في مهدها". وكان لبنان قد تلقى تحذيرات من ان عدم دفع حصته من تمويل المحكمة سيعرضه لعقوبات اممية. واضاف ميقاتي ان قرار التمويل " يجنب لبنان استحقاقات تخدم مخططات العدو الاسرائيلي وتعطي الوطن فرصة اضافية لنبعده عن تداعيات ما يحصل في منطقتنا من تطورات متسارعة". واشار الى ان إن القرار "ليس إنتقاصا من دور أي مؤسسة دستورية على الاطلاق ، وليس إنتصارا لفريق من اللبنانيين على فريق آخر، بل على العكس تماما فهو مكسب للدولة اللبنانية والمؤسسات مجتمعة، ولجميع اللبنانيين من دون إستثناء". وقال "ان التزامنا السعي الجاد الى تحقيق العدالة ، يجعلنا نتمسك اكثر فاكثر بضرورة متابعة عمل المحكمة الخاصة بلبنان مع تأكيد اهمية ان تكون حيادية وعادلة في مقاربة هذا الملف بحيث تبقيه بعيدا عن التسييس او تصفية الحسابات او التعاطي الكيدي". ودعا ميقاتي الى " العودة فوراً الى طاولة الحوار الوطني الجامع، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ،لأن الحوار يبقى السبيل الافضل لايجاد مساحات مشتركة بين اللبنانيين عبر المزيد من التلاقي والتفاهم وبناء جسور الثقة المتبادلة ". وتمنى ميقاتي "صادقاً على الاسرة العربية والدولية أن تتفهم حساسية الوضع اللبناني، جغرافيا وتاريخيا وسياسيا وإقتصاديا، عبر مؤازرته ودعمه في المجالات كافة، ليبقى لبنان منارة في هذا الشرق ضامنا الاستقرار والتعدد والرقي والازدهار".