اطلقوا عليه الالقاب الرنانة، وصفوه بالمنقذ، طالبوا بسرعة تنصيبه رئيسا، مارسوا معه (ممنوع الانتقاد)، كانوا ينظرون له على انه هو صاحب الوصفة التي تعيد ناديهم الى البطولات الغائبة، حتى الاعلاميون كانوا يطمعون بالاقتراب منه، ويهاجمون من ينتقده في سبيل تصحيح العمل والاشارة الى مكامن الخطأ، حتى وهو بعيدا عن كرسي الرئاسة كانوا يقولون عنه (الامل المنتظر)، وهناك من جعله ملء السمع والبصر، بل إن الكثير من الصحفيين تبنوا الدفاع عنه حتى وان كانت الانتقادات الموجه اليه تهدف الى اصلاح حال فريقه قبل ان يديروا ظهورهم. هكذا تعامل النصرلويون وجماهيرهم واعلامهم وشرفيوهم مع الامير فيصل بن تركي قبل وبعد مجيئه الى رئاسة ناديهم خلفا للرئيس الذهبي الامير فيصل بن عبدالرحمن، إذن لماذا انقلب المدح الى هجوم والاشادة الى المطالبة بالرحيل، والزغاريد الى التحريض علىه بالابتعاد، والاعجاب الى الاحتجاج ضد ادارته والهتاف ضدها؟ هل ذلك بمثابة نكران الجميل من النصراويين لرئيسهم خصوصا انه دفع حتى الآن حسبما نقرأ اكثر من 200 مليون ريال، وهذا المبلغ لم يقدمه اي رئيس في تاريخ النصر وربما تاريخ الاندية السعودية باستثناء رؤساء الاتحاد والهلال، ما يحدث ضد رئيس النصر في الوقت الراهن اشبه بالتناقض من جانب جماهير النصر واعلامه، فهم كانوا يرددون (ممنوع اللمس)- اي النقد، واي شخص من داخل النادي وخارجه ينتقد العمل ينعتونه بالمغرض والمشكك، وربما بعدما اكتسح الساحة النصراوية واصبح في الواجهة من خلال دعمه المالي وتضحياته الكبيرة واصراره على تنفيذ قناعاته والوقوف في وجه (شرفيي الاضواء) والتمسك باستمرار ساعديه الايمن والايسر الاداريين المثاليين واصحاب الفكر الاحترافي المميز عامر السلهام وسلمان القريني من الاسباب التي كانت وراء (الانقلاب الاصفر) بمعنى ان هناك من اراد التدخل وفرض قناعاته دون مرعاة مصلحة النصر وضرورة ان يكون الرئيس هو صاحب القرار الاول، ايضا ربما بعد ان حاول تنظيف النادي من اولئك الذين همهم اعتناق الاعلام بعيدا عن دعم النادي بالمال والفكر والغيرة على استقراره لذلك انقبلوا ضده وبالتالي مسح جميله لصالح ناديه. ربما رئيس النصر وإدارته لم يوفقوا في بعص الصفقات خصوصا المحلية ونعني بذلك اللاعبين (كبار السن) ولكن هذا لايعني طمس نجاحاته المتمثلة بدعمه وصرفه للاموال الطائلة التي لم يدفعها اي رئيس نصراوي من قبل، ما يحدث هو تجاهل لكل ما قدمته هذه الادارة التي تولت الى المهمة عندما اعتذر الكثير من ابناء النادي عنها في ظروف عصيبة، ووضع لايشجع اي شخص ان يقبل بالمنصب، وحري بالنصراويين جماهير وإعلاماً ان يقدروا تضحيات ادارتهم الحالية ورئيس ناديهم من باب حفظ الجميل، كان يفترض مصارحته بعيدا عن الاساءات والعبارات الساخرة ولافتات الاحتجاجات التي لاتليق بالنصر ولا برئيسه الذي قدم الملايين قبل وبعد توليه للمهمة. الآن حري بالرئيس النصراوي ان يعرف تلك الاقلام واؤلئك الشرفيين الذي اعتبروه ضالة النصر، فخدعوه بجميل عباراتهم واذا ما استمر فإن ذلك بمثابة الدرس الذي لابد ان يستفيد منه ولا يسمع إلا للمخلصين الذين لاينتقدون او يمتدحون إلا لمصلحة النادي ، ولا يستمع لأصحاب المصالح و(السماسرة) الذين هدفهم تسويق بضاعتهم .