ظلت تقاوم طويلاً وتحاول جاهدة التغلب على شعور الضعف. لكن أبى الخوف والحزن الإ أن يتسربا إلى نفسها ، بعد أن ازدادت مساحة اليأس والألم . هذا ما آلت إليه حال أم خالد - أم لخمسة أبناء - عندما وجدت نفسها وزوجها وأبناءها فجأة مهددين بالطرد من المنزل الذي منحوا إياه قبل خمس سنوات في الحي السكني الخاص بموظفي المطار . وعلاوة على ما سلف تعاني السيدة أم خالد من أمراض مزمنة فقدت معها طعم الحياة وغيبت لحظات السعادة عنها، في مقدمها هشاشة العظام والربو الشعبي وارتفاع ضغط الدم ، ناهيك عن حالة زوجها المرضية المتردية أيضا ، تحولت كل هذه المآسي إلى هاجس يقض مضجعها. فبعد خدمة زوجها كعريف في الحراسات الأمنية لمدة 30 عاماً منحوا قبل خمس سنوات حق السكن في شقة من ثلاث غرف في الحي السكني الخاص بموظفي المطار وبقوا فيها لمدة 3 سنوات حين أنذرتهم إدارة السكن بالخروج بعد ستة أشهر بسبب تقاعد الزوج من العمل ، أمام هذه الظروف وللحفاظ على السكن الذي يؤويهم ، قررت أم محمد مع زوجها العمل بنظام التعاقد كحارس ومستخدمة في إحدى المدارس الابتدائية في نفس السكن ، وإذا كانت الفرحة غامرة في الحصول على الوظيفة والبقاء في نفس السكن مستمراً لمدة سنة ونصف ، إلا أن الأمراض والتعب أعياها ولم تعد أم خالد تقوى على مواصلة العمل لأكثر من هذه المدة الأمر الذي يترتب عليه توقف زوجها أيضا عن العمل نظرا للقرار الذي يقضي أن يتم طي قيد أحد الزوجين في حالة إنهاء خدمات أحدهما ، وبالتالي خروجهم من السكن الذي يؤويهم . الأمراض ليست هي المعضلة الوحيدة في الحياة، كما تقول: فهاجس هم السكن بات رفيقاً لهم ..، فراتب زوجها التقاعدي لا يكفي لمتطلبات الحياة الضرورية ومستلزمات الأبناء الخمسة ، فكيف سيوفي قيمة الإيجار ، وبصوت لا يكاد يسمع ، تقول أم خالد: « لجأت لجريدة الرياض لأننا لا ندري ماذا نفعل أو ماذا يمكن أن نكون أمام الظروف القاسية في هذه الحياة، ليس لنا منزل نسكن فيه بعد أن نخرج من الشقة» موضحة أنهم باتوا مهددين بالسكن في الشارع لعدم قدرتهم على سداد الإيجار السنوي . (الرياض) تحتفظ بجميع الإثباتات والأوراق الرسمية التي تدلل على حالة السيدة أم خالد ولمن أراد المساعدة الاتصال على الرقم ( 2996346 ) .