كان من المنتظر أن يمثل البغدادي المحمودي الوزير الأول السابق في حكومة العقيد معمر القذافي صباح أمس الأول أمام محكمة الاستئناف بتونس للنظر في طلب تسليمه إلى السلطات الليبية الجديدة إلا أنه توجه برسالة من سجنه عبر محاميه يؤكد فيها تعرضه للتهديد من قبل أشخاص ليبيين وان حضوره إلى المحكمة غير مؤمن» وذكرت هيئة الدفاع عن البغدادي « أن منوبهم تلقى تهديدات جدية وخطيرة تمس بحياته وصلته عن طريق رسالة إلى إدارة السجن بالمرناقية والتي امتنعت بدورها عن إحضاره نظرا لجدية الموقف . ويرجح أن تكون جهات ليبية وراء التهديدات وأفاد أحد محامي البغدادي المحمودي أنه تم طلب التأخير للتعامل جديا مع رسالة التهديد التي تلقاها المنوب والتي تدعو الى تصفيته وأوضح المحامي أنه تم طلب تأخير المحاكمة لتمكين محامين أجانب من الحضور بينهم محام ليبي واشتراك بعضهم في المرافعة عن البغدادي، ولكن تم رفض طلب الدفاع بتأجيل الجلسة وقضت محكمة الاستئناف بتسليم البغدادي المحمودي إلى سلطات بلاده. وقد أعرب منسق هيئة الدفاع عن المحمودي عن أسفه لقرار المحكمة خاصة وان موكله لم يحضر الجلسة كما لم يحضر دفاعه و أضاف أن بقاء موكله في السجن لم يعد له أي موجب الآن فقد» أودع السجن إلى غاية البت في مطلب التسليم» مطالبا بالإفراج الفوري عنه وبتوفير مكان آمن له خارج السجن إلى غاية البت في أمره من طرف رئيس الجمهورية المؤقت الجديد الذي سيتم انتخابه بصفة رسمية في الأيام القليلة القادمة . وإذا ما علمنا أن الرئيس التونسي المرتقب هو د.منصف المرزوقي المناضل الحقوقي والرئيس السابق لرابطة حقوق الإنسان المناهضة للتعذيب وحكم الإعدام فإن الملف الذي سيوضع بين يدي الرئيس سيكون إتخاذ القرار فيه «خيارا «من نار بين «المبادئ «الحقوقية و «سلّة المصالح» والعلاقة بين الجارتين، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيش على وقعها حاليا تونس والأجواء المتردية على الساحة الليبية.