عندما تم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع بتاريخ 9/12/1432ه أجمعت معظم الآراء على أن سموه سيسير على نهجه في وقت الحضور للعمل كما كان سموه معتاداً في مسؤوليته في إمارة منطقة الرياض، وهو الساعة السابعة والنصف صباحاً يومياً .. وهو التزام ظل سموه محافظاً عليه طيلة سنوات مسؤوليته كأمير لمنطقة الرياض والتي تجاوزت الخمسين عاماً رغم تعدد مسؤوليات سموه الجسام اجتماعياً وسياسياً وإدارياً .. هذا النهج الإداري لسموه نهج لم نجد له مثيلاً بين كل المسؤولين .. حتى محافظي المحافظات ورؤساء المراكز في منطقة الرياض لم يستطع كثير منهم الاقتداء بسموه من حيث موعد الحضور وموعد الانصراف من العمل رغم أن ذلك يعتبر النهج الطبيعي والنظامي !! ومنذ أن تسلم سموه مقاليد المسؤولية كوزير للدفاع ظل الجميع يراقبون ويتابعون - بطرق مباشرة وغير مباشرة - مدى قدرة ورغبة سموه في مواصلة هذا النهج في مسؤوليته الجديدة لأن هناك من قال إن مسؤولية وزارة كالدفاع تختلف عن مسؤولية الإمارة لأن طبيعة عمل الإمارة تتطلب ذلك الحضور المبكر لمقابلة المراجعين وأن سموه لن يسير على هذا النهج في مسؤولية عسكرية بحتة !!؟ لكن سلمان بن عبدالعزيز منذ أن تسلم مسؤولية الوزارة وحتى يومنا هذا أثبت للجميع ولكافة المتابعين أنه مسؤول وإداري مختلف عن غيره أياً كانت مسؤوليته، وأياً كان موقعه. والقائد الإداري المثالي يظل محافظاً على نهجه حتى وإن تغير كل شيء حوله ويظل قائداً مؤثراً لايتاثر !! وأثبتت الأيام القليلة أن سلمان بن عبدالعزيز نجح في نقل هذا الالتزام وهذا السلوك الإداري المثالي من الإمارة إلى الوزارة بكل اقتدار كبير وبكل دقة يدرك أبعادهما كل من هو قريب من سلمان بن عبدالعزيز !! هذا النهج الإداري المثالي الذي ظل عليه سلمان بن عبدالعزيز واستطاع أن يحافظ عليه نهج نحتاج إليه من كافة المسؤولين في كافة قطاعات الدولة ونتطلع لأن يكون سلمان بن عبدالعزيز قدوة لهم ليس فقط لأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة المسؤولين .. بل ولعموم موظفي الدولة بدون استثناء .. فهو التزام بنظام العمل والوظيفة في أجهزة الدولة الرسمية الذي أكد أن العمل في عموم أجهزة الدولة الرسمية يبدأ في تمام الساعة (7,30) صباحاً حتى الساعة (2,30) ظهراً ولمدة 7 ساعات متواصلة !! إذاً السؤال ما مدى التزام جميع أصحاب المعالي والسعادة وعموم موظفي الدولة بوقت الدوام وخاصة وقت الحضور في تمام الساعة (7.30) والتواجد وعدم مغادرة العمل قبل الساعة (2,30) ظهراً ؟ طبعا الجميع يتفق بأن نسبة كبيرة جداً من موظفي الدولة غير ملتزمين كلياً بذلك خاصة في وقت الحضور ووقت الانصراف .. ففي كثير من أجهزة الدولة يشاهد المراجع حالات كبيرة ومزعجة من صور " التسيب الوظيفي" في الحضور وفي التواجد وفي الانصراف !! حتى أصبح هذا التسيب للأسف الشديد ظاهرة طبيعية في بعض الجهات الحكومية !! ندرك ان الرئيس الأول في هرم الجهاز الإداري يمثل القدوة لكافة منسوبي الجهاز الإداري في كل شيء والتزامه يجبر جميع المسؤولين في الإدارات العليا تلقائيا على الحضور قبل المسؤول الأول وعدم مغادرتهم العمل إلا بعد مغادرته وهذا التزام يسري بكل تلقائية على بقية الموظفين حتى أقل مرتبة فيهم والعكس من ذلك صحيح !! إن الوعي والالتزام بالنظام أحد وأهم معالم الحضارة وتقدم الشعوب وتطورها ورقيها .. واحترام وقت العمل والوظيفة من حيث الالتزام التام والصارم والدقيق بوقت الحضور والانصراف إنما يمثل أحد وأهم أوجه الحضارة والوعي .. والعصر الحاضر الذي نعيشه زمن يفرض علينا أن نعي ونقدر أهمية الالتزام التام بالوقت وخاصة وقت الوظيفة والعمل في أجهزة الدولة .. لكن للأسف الشديد ما نشاهده في كثير من أجهزة الدولة مؤشر غير جيد وغير مرض ووضع يحتاج إلى إعادة نظرة صارمة جداً تكفل للوظيفة العامة هيبتها واحترام وقتها حضورا وتواجدا وانصرافا وان نقدم الوجه الأمثل الذي يعكس تطور وحضارة المجتمع !! إننا اليوم في كافة أجهزة الدولة بدون استثناء في حاجة ماسة وعاجلة جداً إلى نهج سلمان بن عبدالعزيز في الالتزام بوقت الوظيفة العامة حضوراً وانصرافاً لكافة منسوبي أجهزة الدولة ابتداءً من أصحاب المعالي والسعادة إلى أقل مرتبة في الجهاز الحكومي وأهمية إعادة الهيبة للوظيفة من خلال هذا الالتزام .. ويجب على أصحاب المعالي والسعادة أن يقتدوا بسلمان بن عبدالعزيز في حضورهم للعمل في الوقت المحدد.. والتخلص سريعاً من ظاهرة تحويل العمل إلى آخر ساعات اليوم أو إلى المساء أو إلى آخر الليل !! والتخلص من ظاهرة نقل العمل إلى المنازل من خلال حقائب حولت المنازل إلى مكاتب وحولت العمل من النهار إلى الليل!! في ظاهرة انتشرت بقوة بين كثير من المسؤولين في أجهزة الدولة !! ظاهرة لانراها للأسف إلا في مجتمعنا !! ولا نراها إطلاقا في المجتمعات المتحضرة إدارياً !!