نواصل اليوم في الجزء الرابع والأخير حديثنا عن الزمن الجميل لمؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد –غفر الله له - هذه القامة الرياضة العملاقة التي قدمت تضحيات جسيمة وعطاءات بارزة و إسهامات خالدة حتى نهضت الرياضة في المنطقة الوسطى قبل نحو ستة عقود ونتناول جانبا من جوانب علاقاته الاجتماعية الرياضية إذ كان ( شيخ الرياضيين ) القاسم المشترك في تكريس مفهوم المودة وتعميق أواصر المحبة والألفة والترابط بين رؤساء الأمس الرياضي ف ابو مساعد حظي بتقدير متناهٍ من رائد الحركة الرياضية الأول الأمير عبدالله الفيصل ( رحمه الله ) الذي كان يقدر الرمز الهلالي الكبير لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها إسهاماته البارزة بإقامة مشروعه الرياضي في العاصمة -الرياض- وأمانته التي اشتهر بها شيخنا الراحل وغيرته على شباب وطنه فضلا عن محبة الجميع له وتقديرهم لمكانته وعطائه السخي للرياضة والرياضيين . ف ابو عبدالله الصايغ رئيس اهلي الرياض وعبدالله بن احمد رئيس شباب الرياض في حقبه الثمانينات الهجريه (رحمهما الله) وغيرهم من الرموز في المنطقه الوسطى وخارجها كانوا يقدرون دور وعطاء (ابو مساعد) ويعتبرونه قدوة لهم في تعاملاته وأخلاقياته ومواقفه المشرفة . لقد غرس رائد الحركة التأسيسية للرياضة في الوسطى قيم التواصل والمودة الصادقة بين الرموز الكبار في تلك الفترة وكانوا يتفقون على أن الرياضة ميدان لتهذيب النفوس وغرس القيم الأخلاقية العالية فعلاقة الرموز سواء بالمنطقة الوسطى اوغيرها مع عبدالرحمن بن سعيد كانت السمه البارزة في تلك الأيام الخوالي هكذا كانت رياضة المملكة في ذلك "الزمن الجميل" الذي لم يشهد صراعا وحربا إعلاميا وتجاوزات تتنافي مع قيم الدين والأخلاق هكذا كان نهج وفلسفة (شيخ الرياضيين) بعكس ما نشاهده في وقتنا الحاضر من مهاترات وتراشق لفضي وتجاوزات خطيرة بين بعض إداريي أندية اليوم . في المقابل جسد (أبو مساعد) أبلغ صور نكران الذات بتواضعه الجم وثقته الكبيرة بنفسه وإدارته الناجحة إذا لم يكن يحرص على (الترزز) في المناسبات البطولية ولم يكن يتقدم لاعبيه في المنصة لاستلام كأس البطولة وهو الرئيس والمؤسس والداعم الوحيد آنذاك بعكس ما نرى اليوم من بعض الرؤساء الذين يتسابقون الصعود الى درجات منصة التتويج بحثا عن الفلاشات والأضواء الإعلامية بل ان بعضهم يهدون السيارات الفارهة من أجل كيل المديح والثناء عليهم !! لقد كان "ابن سعيد" يتوارى عن الإعلام وبريقه السحري مفضلا العمل بصمت الى ان أقام مشروعه التاريخي المتمثل بتأسيس رياضة العاصمة وأيضا الانتصارات الذهبية الخالدة التي قاد "أبو مساعد"هلال الثمانينيات لتحقيقها منها على سبيل المثال والاستدلال كأس جلالة الملك لعام 1381 ه أمام الوحدة وكأس الملك 1384 ه أمام الإتحاد وكأس سمو ولي العهد في نفس الموسم أمام الوحدة وبحكم اهتماماتي التاريخية الرياضية شاهدت العديد من الصور النادرة التي تضم إداريي ونجوم "هلال الثمانينيات" وهم يحتفلون بانجازاتهم الذهبية من خلال صور تاريخية مع كؤوس تلك البطولات الثلاث .. وفي غمرة ذلك بحثت وخاب مسعاي حين لم أجد لقطة تذكارية واحدة للمرحوم عبدالرحمن بن سعيد مع كأس جلالة الملك او كأس سمو ولي العهد وذاك لأنه يؤمن "رحمه الله" بأن هذا الإنجاز ثمرة جهود مشتركة من جهة .. وتدل على نكران الذات و قيم التواضع والبساطة التي جبل عليها فقيدنا الغالي من جهة اخرى. هكذا كان "ابو مساعد" بعفويته وطيبته وسعة أفقه وكرمه وتفانيه .. شخصيات متعددة الجوانب في سلوك رجل واحد شكل شخصية استثنائية بالفعل ..قياديا ..واجتماعيا ..وإنسانيا .. وأخلاقيا .. وتربويا ..اتفق الجميع على محبته( رحمه الله ) وأخيرًا ليس آخرًا مهما تحدثنا عن هذة القامة العملاقة فلا نوفيه حقه ولا نستطيع رصد وتدوين وسرد اسهاماته الشمولية في الأعمال الإنسانية والعطاءات الاجتماعية والخدمات الرياضية فحظي بتكريم خالد من الوالد القائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رعاة الله) الذي ثمن تضحيات وخدمات ابن سعيد عندما كرمه مع رؤساء" قلعة الكؤوس" في الاحتفالية الأهلاوية الكبرى 2009 وفي هذة اللفتة التقديرية الكريمة أنصاف وتجسيد وقيم وفائية لإسهامات رجالات الوطن الكبار الذين خلد التاريخ أسماؤهم بمداد الفخر والمرحوم عبدالرحمن بن سعيد واحدا منهم .