كلما فتحت صحفنا اليومية وجدت خبرا يتكرر بطرح متنوع ولكن بمحور واحد وهو قرب فتح باب الاستقدام من الفلبين واندونيسيا..., من يتابع تلك الأخبار يستشعر أننا كمجتمع على وشك الانهيار ومنازلنا لا يمكن دخولها لأن الأخوات الآسيويات غبن من عالمنا وأصبحنا نعيش بدونهن بدون نظافة أو طعام أو دلال للأطفال...؟؟ الكارثة ليست في غيابهن ولكن في تكرار الطرح الصحفي حول عودتهن لدرجة اعتقد معها أن تلك الدول سوف تصر على شروطها لأن صحفنا أشعرتنا أن بيوتنا لن نكون كما نريد بدون تلك الآسيويات... بداية أشكر وزارة العمل على إيقاف الاستقدام من تلك الدول بعد أن تخطت المنطق في شروطها والتي كانت تمثل اعتداء على خصوصية الفرد وأيضا استغلالاً مادياً صارخاً لنا على العموم.... وأتمنى من الجهات المختصة أن تستمر في موقفها حتى نصل لمستوى مناسب من ضوابط العمل التي تحمي الطرفين ولا تشكل استغلال طرف لآخر... وفي الوقت نفسه أتمنى من وسائل الإعلام أن تكون معززا لهذا القرار وأن تدعم الوزارة وترفع من وعي المواطن وتشارك في تقديم البدائل من خلال متابعة قنوات الاستقدام الجديدة والبديلة بحيث تبرز ايجابياتها إن وجدت أو على الأقل أهمية دعم موقف الوزارة حتى تصل للنتائج المطلوبة لصالح المواطن... مثلا هروب العاملات من تلك الدول في فترة ماضية شكل هدرا اقتصاديا كبيرا على الأسرة السعودية لدرجة أن البعض خسر أمواله دون أن يجد أي حماية سواء من سفارات تلك الدول أو المؤسسات الأمنية المحلية بل كان ضحية لا يعرف أين خلاصه ولمن يلجأ....؟؟ بينما تلك الخادمات كن يعرفن متى وإلى أين يهربن ...؟ وفي حال تسليمهن تقوم سفارات بلادهن أو المواطن بتسفيرهن دون أي تعويض بل أن بعضهن يأخذن المسروقات معهن ...؟؟ نريد الإصرار على ضبط العملية وتحميل كل طرف مسؤوليته لان هروبهن المتزايد يشكل في واقع الأمر خطرا أمنيا على المجتمع ككل بالإضافة للخسارة المادية على المواطن... مع حفظ حقوقهن خاصة المالية والتعامل معهن بإنسانية أكثر خاصة من القلة..., فالأغلبية ولله الحمد تتعامل معهن بمنتهى الكرم والإنسانية... أيضا لا بد من تسريع تفعيل شركات الاستقدام بشرط أن تكون هناك أكثر من شركة حتى لا نجد المواطن يخرج من مشكلة هروب العاملات ليقع تحت رحمة تلك الشركات ويتم استغلال حاجته للعاملة في وقت قصير.. أتصور أن تسريع عمل تلك الشركات سيشكل الجزء الكبير من حل المشكلة في حال موضوعية الرواتب والضوابط وتخلص تجارنا من حالة الجشع المتزايد... وحتى يتحقق ذلك على صحفنا أن لا تتابع أمر فتح الاستقدام من تلك الدول لأنه بات يشكل ضغطا على المواطن وخاصة السيدات.