بقدر ما حزن هذا الشعب الأبي بغياب صاحب الابتسامة المشرقة والوجه الصبوح ، سلطان الجود والكرم والإنسانية – سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله – بقدر ما أثلج صدورنا واسكن نفوسنا ما اتخذه خادم الحرمين الشريفين من قرارات حكيمة أعادت لنا البسمة ورسمت علامات الاطمئنان والاستقرار على وجوه الجميع بتعيين النايف وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية . فهو وفقه الله أهل للثقة وخير خلف لخير سلف تجسدت بتعيينه كل معاني اللحمة الوطنية ووقف الجميع مبايعين لسموه ، كيف لا وهو المعروف بحسن قيادته وحنكته ، فهو بحق رجل سياسة وفكر وأمن زادته السنين التي قضاها متبوئاً ارقى المناصب وأهمها خبرة الى خبرته ، فهو حفظه الله رجل دولة بكل جدارة ورجل حكمة وسياسة ومعرفة ببواطن الأمور ونظرة صائبة عند اتخاذ القرار. فنعم الاختيار ونعم الرجل المحب لوطنه ، انه صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز. كما اننا سعداء جدً بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع هذا الرجل الأنموذج هو بحق رمز من رموز هذه البلاد الطاهرة ، رمز للوفاء الذي أصبح حديث المجالس بوقوفه مع أخيه سلطان الخير والحب والصفاء حتى اختاره الله الى جانبه ولم يعد للمملكة إلا مع جثمانه رحمه الله. وحتى عند وفاة زوجته رحمها الله ، حضر للعزاء وغادر سريعا مصاحبا ومخففا عن أخيه رحمه الله وهذا لعمري هو درس من دروس الوفاء الخالدة . هذا الأمير الإنسان هو غني عن الوصف وعن التعريف فمن لا يعرف سلمان الأمير والسياسي المحنك والذي قضى سنوات عمره خادما لوطنه بإخلاص وتفان باذلا الجهد والفكر في سبيل ازدهار هذه البلاد الطيبة وليس فقط منطقة الرياض ، فسموه قائد سياسي بارز ومحنك ذو خبرة عريقة وعلاقات دولية مميزة كسب احترام قيادات دول ورجالات السياسة في العالم. فقدنا سلطان وتقطعت قلوبنا مرارة لفراقه، فقيض الله لنا خلفا كان نعم الخلف لنعم السلف سلمان بسجله المشرف وانجازاته الناصعة فالحمد لله أولا وأخيرا على قضائه وقدره سبحانه . أدام الله عز هذه البلاد الغالية في ظل قيادتها الرشيدة وسدد خطى الجميع على طريق الخير في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله. *أستاذ مساعد أمراض الغدد والسكر مدينة الملك عبدالعزيز الطبيه للحرس الوطني رئيس برامج الزمالة للطب الباطني بالممكلة الأمين العام للجمعية السعودية لهشاشة العظام