في خضم ما يشهده العالم العربي والإسلامي اليوم من متغيرات سياسية، إثر ثورات، أطاحت بعروش قائمة ردحاً من الزمن، أغلبها سامت شعوبها ألوان العذاب والتخلف والفقر، مما جعلها تقلب ظهر المجن عليها، والنتيجة إما إطاحة بالنظام أو قتل رأسه، أقول في خضم ذلك، أراد الله سبحانه ولا راد لقضائه أن نفاجأ بفقد قامة من قامات هذه البلاد الشامخة، فقدنا بصورة مفاجئة رمزا حفرت بصماته النيرة كل بقعة من بقاع مملكتنا الغالية، لقبان باتا ملازمين له على الدوام، لقب (ناصر السنة) ولقب (قاهر الإرهاب) إنه نايف بن عبدالعزير، إي والله نايف ما غيره، كتبت مقالي (نايف والرحيل المر) أعزي في فقده الجلل، وكتبت أيضاً مقالي (نعم لسلمان الحزم والوفاء) أهنئ فيه (نصير شباب القرآن) سلمان بن عبدالعزيز، عضيد قائد مسيرتنا وولي عهدنا الحبيب، إي والله سلمان ما غيره، وهذه المقالة أخصصها لخلف السلف، لأحمد بن عبدالعزيز، ابن الداخلية، خريج مدرسة (نايف بن عبدالعزيز) رحمه الله، إي والله أحمد ما غيره، أحمد الصامت، أحمد الهادئ، أحمد الذي أعماله تسبق أقواله،يا رعاكم الله لا تلوموني إن قلت لكم أني بعد فقد الأمير نايف، أصبت بنوع من الخوف والهلع وهيمان التفكير، رغم إيماني المطلق وثقتي المتناهية بقيادتنا الرشيدة بتجاوز هذه المحنة والاختبار، وما هي إلا سويعات معدودات، ويضع أبو متعب - أدامه الله - النقاط على الحروف ويحدد المصير وتنقشع الغمة ويفرح الجميع وتتطاير شظايا الخوف والقلق من النفوس ويهنأ الصغير والكبير، وتعود الأمور إلى نصابها الموزون ويتباشر الأحباب، أعتقد أن غيري يشاركني المشاعر ذاتها، إذ كيف تفقد البلاد رمزين بارزين بقامة (سلطان، ونايف) خلال فترة وجيزة؟ وما الذي لا يتأثر والحالة تلك؟! لاسيما والمنطقة تشهد متغيرات بصورة لم نعهدها من قبل في زماننا الحاضر، سوف أتجاوز سيرة الأمير أحمد الحياتية، لكون جم غفير من الكتاب - جزاهم الله خيرا - تناولوها بالتفصيل وأسهبوا فيها، وسأقصر مقالي هذا، لأسجل تحية تقدير وإجلال لهذا الفتى الناشئ اليافع، الذي تشرب الأمن وقضايا الداخلية وخاض كل التجارب مع قاهر الإرهاب (نايف) رحمه الله، كنت أول المغردين فرحاً بتعيين الأمير (أحمد) وزيراً للداخلية وكما كنا نتوقعه، الآن من حق كل مواطن أن ينام مرتاح البال آمناً مطمئناً في ظل عناية المولى جلت قدرته ثم بوجود هذا الأسد الجديد، يعضده شبل ناصر السنة رحمهلله (محمد بن نايف) هذان الأميران، القامتان، عينان ساهرتان في خيمة أمن الوطن الوارف، أحمد بن عبدالعزيز، رجل دولة يعمل بصمت، دون ضجيج، شعاره الحزم والقوة في مكانهما، يوشحهما باستقامته وخلوه من القيل والقال، وهذه لعمري محفزات قبوله لدى العامة، فضلاً عن الساسة وأهل الخبرة، هذا الأمير الشاب له قبول في الشارع السعودي لأسباب ذكرت بعضها، ولعل أهمها ملازمته فقيد الوطن في ثغر مهم من ثغور البلاد قرابة الأربعة عقود، حتى أنه بحركاته وسكناته، كما الأمير نايف، ولهذا فإننا كمواطنين، نرى سياسة وسفينة الأمن تسير في خطى ثابتة ومدروسة، حدد مساراتها قاهر الإرهاب (نايف) وسيسير على خطاه تلميذه النجيب (أحمد) يسانده الابن المخلص الشاب (محمد) الحاضر في ملف الإرهاب، أحمد بن عبدالعزيز، مجموعة خبرات تراكمية، حتماً سيجني الوطن ثمارها مع قادم الأيام بإذن الله، نحمد الله أن وهبنا الله قيادة محنكة، همها مصلحة الوطن والمواطن وتلمس حاجاته الضرورية ومن أهمها أمنه وراحته واطمئنانه،تحفها العناية الربانية، رحم الله المؤسس البطل الملك (عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود) موحد هذه البلاد وواضع أسسها ونظامها على منهج قويم أساسه الكتاب والسنة، خلف لنا أبناءً بررة، عضوا على منهجه وسياسته، حافظوا على كيان هذه الدولة، وزير الداخلية لن أقول الجديد باعتباره كان الوزير غير المتوج، حتى جاءت الإرادة والثقة الملكيتين بتتويجه، هذا الأمير رمز الوفاء والعطاء والإخلاص ورجل السياسة والدولة وصاحب السيرة العطرة، ورجل الحكمة وبعد النظر، أحمد بن عبدالعزيز شخصية قيادية تتسم بالهدوء والسكينة والطيبة والحزم، رجل لديه مؤهلات علمية رفيعة، شكلت لديه ثقافة واسعة ومتنوعة، صاغت عقليته، بمنهجية تماشت مع توجهات القيادة، يتمتع سموه بعلاقات واسعة بكل أطياف المجتمع السعودي، الأمير (أحمد) شخصية تجمع بين الترغيب والترهيب والحزم واللين والعمل الجاد، تجتمع فيه قوة الرجال وحكمة الشيوخ وثقافة العلماء ورزانة العظماء، حق لنا أن نقولها ونحن مطمئنون، سموه الكريم (خير خلف لخير سلف) قربه من أخيه الأمير الراحل (نايف) رحمه الله ودرايته بملفات وقضايا الداخلية والأمن من خلال عمله نائباً له، من شأنه أن يساهم في تحقيق إنجازات كثيرة وفاعلة للوطن على الصعيدين الداخلي والخارجي في المنظور القريب، مما يطمئننا بأن سفينة الأمن في بلادنا تبحر بسلام، نقولها بأمانة شكراًلأبي متعب يوم قال (أحمد) للداخلية، والحمد لله... ودام عزك يا وطن. [email protected]