في ظرف أسبوع واحد شاهدت النقيضين في مباريات تصفيات آسيا لمنتخبنا. تمجيد للمنتخب بعد الفوز على تايلاند ثلاثة صفر وهو يستحق الإشادة. ثم غضب على المنتخب ممثلا بالإدارة والمدرب واللاعبين، ومطالبات لا حدّ لها بعد التعادل مع عمان. بعيداً عن الانفعال دعونا نقرأ الواقع بعيداً عن العواطف: لم يضمن التأهل للمرحلة الرابعة من التصفيات في مجموعتنا إلا أستراليا. من الناحية الحسابية يمكن للسعودية أو عمان أو تايلاند أن تحتل المركز الثاني وتتأهل مع المنتخب الاسترالي. اننا لازلنا نملك مفاتيح التأهل من خلال الفوز على استراليا بغض النظر عن نتائج عمان وتايلند. برغم أننا كنا سباقين إلى تطبيق نظام الاحتراف في الدوري السعودي، إلا أن الاحترافية تنقص بعض اللاعبين. يبدو ذلك من خلال تذبب كبير في المستوى بين مباراة وأخرى، كما يبدو من خلال اقتراف أخطاء "فاولات" بدون مبرر وبشكل متكرر، وليس عندي أدنى شك أننا سنرى بطاقات حمراء إذا لم ينتبه اللاعبون لذلك. أن ريكارد مدرب قدير له تاريخه وهو ليس محل تجربة، ولا بد من إعطائه الوقت الكافي ليفهم المنتخب ويفهمه اللاعبون، والأخيرة هي الأصعب. ولهذا فحتى على افتراض عدم تأهلنا لا قدّر الله فلا أرى أن يكون الاستغناء عنه واردا. وقد سبق لنا تجارب الاستغناء عن مدربين لم يجدِ فلا زلنا نراوح مكاننا أو نتأخر بينما حقق المدربون المستغنى عنهم نتائج باهرة مع غيرنا. إذا سلمنا بتلك المعطيات فإن العمل يحتاج إلى الهدوء والبعد عن ردات الفعل. وهناك وقت كافٍ لتجهيز المنتخب للمباراة الفاصلة في استراليا التي ستقام في شهر فبراير 2012م. لانستطيع تكميم أفواه من يطالب بإبعاد لاعب أو إضافة آخر. ولا من يطالب باستبدال المدرب. ولا من يلوم الجهاز الإداري أو الفني. ولا من يلوم الإعلام ويلقي عليه كامل المسؤولية. ولكن القائمين على المنتخب يستطيعون تنفيذ استراتيجية ذات بعدين: استراتيجية قصيرة الأجل الهدف منها التأهل للمرحلة التالية من تصفيات كأس العالم والفوز على استراليا مع إعطاء الطاقم الفني الحرية الكاملة في رسم الخطط واختيار المباريات الودية. استراتيجية طويلة الأجل تخطط لما بعد التأهل سواء كان ذلك بمواصلة المشوار بعد التأهل أو بالإعداد للمنافسات القارية والدولية الأخرى. كما تدرس المشاكل المزمنة لدى اللاعب السعودي وتقوم بعلاجها. الإعلام الرياضي جزء مهم من الرقي وكلما كان موضوعياً في طرحه كلما ساهم في الرقي بالمستوى الرياضي. أتمنى للمنتخب التوفيق في مباراته القادمة وفي ما بعدها.