كنا في كرة القدم نهزم كوريا واليابان والأردن ولبنان وعمان بسهولة، ولهذا نجحنا في التأهل لكأس العالم أربع مرات متتالية، ولو أن الختام لم يكن مسكا فهزمتنا ألمانيا بثمانية أهداف، وبعدها بدأ المنتخب السعودي في التدهور والتأخر، فلم نشترك في كأس العالم الأخيرة مع أن الفريق لم يجر عليه الكثير من التغيير، والآن أصبحنا ننهزم من هذه الفرق التي كنا ننتصر عليها، فما الذي حدث؟ ما حدث أن هذه الفرق تقدمت وخاصة اليابان وكوريا، وهما بالذات شعبان يقدسان العمل ويقدران المسؤولية، ويتفانيان في خدمة وطنهما، والنجاح هو كل شيء في قاموسهما، ولهذا استطاعتا في بضع سنين أن تتقدما وتنافسا على المراكز الأولى، أما الأردن ولبنان فقد تقدمتا هما الأخريان، واستطاعت لبنان أن تهزم كوريا أخيرا، أما الأردن فقد هزمتنا في كأس آسيا، أما نحن فمكانك سر؛ لم يطرأ أي تجديد يذكر على المنتخب، واللاعبون الذين حلوا محل غيرهم ليسوا في مستواهم: الهزازي وياسر القحطاني ليسا ماجد أو سامي الجابر، وعبده عطيف وأخوه ليسا الهريفي أو فؤاد أنور، وأسامة المولد ليس أحمد جميل أو محمد الخليوي، باختصار كان فريقنا يمر بفترة تجديد وإحلال، وهي فترة تمر بها كل فرق العالم ثم سرعان ما تجدد نفسها إلا فريقنا لم يتجدد، والذين حلوا محل القدامى لم يكونوا في مستواهم، والفرق التي كانت تغذي المنتخب كالنصر والاتفاق والأهلي تراجعت واقتربت من ذيل قائمة الدوري، وسيطر على الدوري فريقان أو ثلاثة، وتبادلوا المراكز الأولى في الثلاث سنين الأخيرة، وهذه ظاهرة غير صحية، إذ يجب أن يمثل المنتخب كل فرق الدوري الممتاز، بل حتى يضم لاعبين من الدرجة الأولى، هذا هو الوضع، ولا أدري كم ستطول فترة بياتنا؟