كشفت صحيفة (ديلي تليغراف) امس، أن دولة عربية، على الأقل، حثّت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على قيادة حملة دبلوماسية ضد سوريا، بعد نجاحه في التعاون مع القوى الإقليمية للإطاحة بالعقيد معمر القذافي.وقالت الصحيفة البريطانية إن الدولة العربية، التي لم تكشف عن هويتها "اتصلت مباشرة ببريطانيا لتشجيعها على العمل كقائد فريق لتنسيق النقاشات بشأن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، والتخطيط لرحيله المحتوم". ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي وصفته بأنه بارز قوله "يتعين على الغرب والمجتمع الدولي مناقشة ما يتوجب القيام به عندما ينهار السد في سوريا، نظراً لوجود وجهات نظر مختلفة جداً لجيران سوريا يصعب تنسيقها". وأضاف الدبلوماسي العربي الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته "سيكون هناك الكثير من الإشكالات إذا تُرك كل شيء لنا، فإذا كنت (متوجهاً الى كاميرون) بحاجة إلى كابتن فريق لقيادة هذا التحرك، عليك أن تتجه إلى الغرب". وقالت الصحيفة إن هناك تأييداً في العالم العربي لفكرة قيام رئيس الوزراء البريطاني كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقيادة مجموعة اتصال دبلوماسية لتوفير منتدى للدول الغربية والعربية المعنية بالوضع السوري لمناقشة الإجراءات المطلوب اتخاذها.وأضافت أن التدخل العسكري في سوريا لم يدخل حيّز النظر حتى الآن بسبب الاعتقاد بأنه سيفتح أبواب الجحيم في منطقة الشرق الأوسط، غير أن هذا الاعتقاد يمكن أن يتغير إذا ما قام الرئيس الأسد، على سبيل المثال، باستخدام القوة الجوية ضد شعبه. ونسبت (ديلي تليغراف) إلى الدبلوماسي العربي البارز قوله إن "الأممالمتحدة أو منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) هي التي ستفرض منطقة حظر الطيران في سوريا في حال تمت الموافقة على هذا الإجراء".على صعيد اخر قال مقيمون في ضاحية بسوريا ومصادر بالمعارضة امس إن هجوما شنه منشقون عن الجيش على مجمع كبير للمخابرات في ضاحية بدمشق أسفر عن سقوط 20 قتيلا وجريحا من الشرطة مما أثار رد فعل انتقاميا من قوات الأمن بالمنطقة. وكان الهجوم الذي وقع الاربعاء على قاعدة لمخابرات القوات الجوية في حرستا أول هجوم على هدف أمني كبير خلال الاحتجاجات الشعبية الممتدة منذ ثمانية اشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد مما يشير الى أن القتال قد يمتد الى مراكز النفوذ بسوريا. وقال أحد الذين يزودون المنشقين باحتياجاتهم "استخدم المنشقون قذائف صاروخية وبنادق آلية وتمكنوا من إحداث خسائر بشرية في صفوف من كانوا موجودين... داخل السور الخارجي." ولم تؤكد السلطات الهجوم. وطردت سوريا معظم وسائل الإعلام الأجنبية مما يجعل من الصعب التحقق من التقارير عن الأحداث سواء من النشطاء او المسؤولين. وقال أحد المقيمين بالضاحية طلب عدم نشر اسمه إنه لم تقع خسائر في صفوف المهاجمين وإن العملية استمرت عشر دقائق. وأضاف أن معظم المنشقين من ضاحيتين في دمشق هما حرستا ودوما التي اكتوت بنار الحملة على المحتجين المطالبين بإسقاط الأسد في ريف دمشق. وقال مقيمون إن نحو 70 شخصا اعتقلوا في الساعات الاربع والعشرين الماضية وإن ضباطا من مخابرات القوات الجوية يداهمون المنازل ودمروا منشآت تجارية عديدة.وقال مقيم آخر "أقيمت حواجز الطرق في كل مكان بحرستا خاصة في حي السيل حيث يتركز النشطاء. خربت خمس ورش للمنسوجات." وأضاف "شاحنات مخابرات القوات الجوية تقوم بدوريات في الضاحية ايضا والضباط يحملون قذائف صاروخية." وتضطلع مخابرات القوات الجوية بالاشتراك مع المخابرات العسكرية بمهمة منع الانشقاق داخل الجيش. ولعب الجهازان دورا رئيسيا في الحملة على الاحتجاجات الشعبية ضد الأسد والتي تقول الأممالمتحدة إنها اسفرت عن سقوط 3500 قتيل. وتلقي سوريا باللائمة في أعمال العنف على جماعات مسلحة تدعمها قوى خارجية وتقول إن اكثر من 1100 من رجال الجيش والشرطة قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس -آذار.