شهدت الحركة التجارية في المدينةالمنورة نشاطاً ملموساً وانتعاشاً كبيراً خلال موسم الحج، بعد توافد حجاج بيت الله الحرام إليها قادمين من مكةالمكرمة، حيث حرص ضيوف الرحمن على شراء الهدايا المميزة من أرض الحرمين منذ قدومهم، إذ ازدحمت المدينةالمنورة بمئات الآلاف من ضيوف الرحمن الذين حرصوا على زيارة أسواقها المنتشرة على ضفاف الحرم النبوي الشريف، والتي تزخر بالعديد من الهدايا المنوعة والفريدة، ويقبل الحجاج على شراء الهدايا المختلفة. وشهدت تمور "العجوة" التي تشتهر بها المدينةالمنورة إقبالاً كبيراً من الحجاج، إلى جانب اقتناء السبح وسجاجيد الصلاة بكميات كبيرة؛ لإهدائها لأهاليهم والأصدقاء، حيث شكّل حجاج دول المغرب والهند وباكستان وتركيا النسبة الأكبر في نسبة شراء تمور "العجوة" التي يبلغ سعر الكيلو من تمرها ما يقارب الخمسين ريالاً، ويفضل الحجاج شراء التمور المغلفة مسبقاً والتي طُبع عليها عبارة "هدية من المدينةالمنورة" كونها تحمل في طياتها أبعاداً كبيرة وترمز لذكرياتهم في الحج. ويعتمد أغلب باعة تلك المحلات على "الرقابة الذاتية" لأنفسهم، من منطلق إيمانهم بأنهم هم "الواجهة" أمام الحجاج من شتى البلدان، إذ إن امانتهم والتزامهم مع الزبائن يأتي وفق حرصهم التام على نقل صورة مشرقة عن أرض الحرمين. ويتوسع نطاق شراء الهدايا إلى سوق الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية، حيث تشهد إقبالاً كبيراً من حجاج الجنسية "الايرانية"، حيث برروا اقبالهم على شرائها لانخفاض أسعار الأجهزة عن أسعارها في بلدانهم، فيما يحرص الحجاج الجزائريون على شراء "الذهب" رغم ارتفاع سعره في الآونة الأخيرة، لاقتناعهم بالتصاميم والاصناف المتوفرة والتي وصفوها ب"الجذابة" و "الجميلة". ولا يلحظ في ساحات الحرم النبوي الشريف هدوءاً طوال اليوم؛ بسبب كثافة الحجاج الذين يقسمون أوقاتهم ما بين المكوث في الحرم، أو التجول في الأسواق المجاوره له، واقتناء الهدايا التي وسمت بشعار "المدينةالمنورة" و"مكةالمكرمة" والتي طُبعت على الساعات، ونحتت على السبح، وطُرزّت على السجاجيد، وكذلك التقاط الصور التذكارية جوار الحرم النبوي الشريف. كما شهدت "جوالين ماء زمزم" بأحجامها المختلفة إقبالاً شديداً من الحجاج؛ لشربها، وإهدائها لأحبائهم. وتشكل "مجسمات" الحرم المكي والنبوي الشريفين أهمية بالغة لدى حجاج بيت الله وزوار مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث تمثل لديهم تذكاراً مهماً يزهون به طيلة حياتهم.