انطلقت رسميا، نهاية الأسبوع الماضي، حملة الانتخابات التشريعية المبكرة لانتخاب 395 نائبا في مجلس النواب بالمغرب، وسط تخوفات كبيرة من أن يتكرر سيناريو الاستحقاقات السابقة التي عرفت عزوفا كبيرا من طرف المواطنين عن التصويت. واعتبر الصحافي والناشط الحقوقي محمد ويحمان أن انتخابات 25 نوفمبر ستعرف عزوفا كبيرا، خاصة وأن الأسباب التي كانت وراء هذا العزوف لا تزال مستمرة، بحسبه. وقال في اتصال مع "الرياض" إن المؤشرات الحالية، إن على المستوى المحلي أو الإقليمي، تؤكد أن ظاهرة العزوف في تصاعد، متوقعا أن تكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات أضعف من الاستحقاقات السابقة. ويشار إلى أن نسبة المشاركة في انتخابات 2007 لم تتعد ال40 في المائة. من جهته، اعتبر محمد الساسي، الأستاذ الباحث بكلية الحقوق جامعة محمد الخامس "أكدال" بالرباط، أن عزوف المواطنين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الاستحقاقات السابقة كان رسالة مباشرة إلى الدولة وإلى الأحزاب السياسية كذلك. وأشار إلى أن هناك مجموعة من العوامل ساهمت بشكل مباشر في تنامي هذه الظاهرة، ولكن ذلك لا يعني أن المواطنين، في المقابل، غير مهتمين بالسياسة. غير أن الدكتور منار السليمي الباحث في العلوم السياسية اعتبر أن أسباب العزوف الانتخابي في المغرب قد زالت، مؤكدا في اتصال مع "الرياض" أن انتخابات 25 نوفمبر ستعرف مشاركة مكثفة عكس الاستحقاقات السابقة. وأكد السليمي في تصريح ل"الرياض": "يبدو أن هناك علامات جديدة سوف تقود في نظري إلى ارتفاع رقم المشاركة في التصويت في الانتخابات المقبلة (25 نوفمبر)". وأوضح أن "من بين هذه العلامات، هناك أولا، أثر قوة التعبئة التي كانت في المصادقة على الدستور، والتي وصلت إلى 73 في المائة. وحول ما إذا كان ما يسمى ب"الربيع العربي" وكذا الاحتجاجات التي يعرفها المغرب منذ فترة ستؤثران على نسبة المشاركة في الانتخابات، أجاب السليمي: "لاحظ معي أن أثر الربيع العربي على المغرب ظل محدودا، رغم الحركات الاحتجاجية التي خرجت إلى الشارع في شهور مارس، أبريل ومايو، لماذا ؟ لأن الاحتجاج كان موجودا في المغرب على عكس تجارب عربية أخرى، وبالتالي فدعوات المقاطعة التي، وإن كانت منظمة، أعتقد أنها ستنتج آثارا عكسية لكونها تدفع لأول مرة فئة اللامبالين إلى اتخاذ موقف قد يكون هو المشاركة، فالمتوقع هو أن الربيع العربي ودعوات المقاطعة التي كانت موجودة لكنها غير منظمة ستنتج مشاركة قوية". ويشار إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات في المغرب عرفت تدنيا خطيرا بعد أول انتخابات نُظمت سنة 1962. وقد جاءت نسبة المشاركة مرتفعة في هذه الانتخابات، إذ بلغت 72.80% ثم جاءت انتخابات 2007 والتي لم تتجاوز فيها نسبة المشاركة 40% فقط.