منذ أن بدأت جائزة البوكر تطرح قوائمها الطويلة والقصيرة، وهي مثار جدل، ليس هنا في السعودية فقط بل في كافة أرجاء الوطن العربي، في الدورتين الأولى والثانية استاء البعض هنا من غياب أسماء الروائيين السعوديين عن قوائم الجائزة، غاب هذا التساؤل في الدورة التي رشح فيها ثلاثة أسماء و حصل على الجائزة عبده خال، والعام الماضي كانت رجاء عالم ممثلة للرواية السعودية ، بالطبع احتج بعض الأدباء العرب على فوز عبده خال، وشككوا بمصداقية لجنة الجائزة، وهذا العام غابت الأسماء السعودية فقامت قائمة الأدباء في المملكة وطرحت بعض الصفحات الثقافية تحقيقات حول غياب الرواية السعودية هذا العام. القضية من وجهة نظري من شقين، شق خاص بحركة نشر الرواية السعودية، وهل كل ما صدر من روايات داخل وخارج المملكة لكتاب سعوديين يصل لمستوى الرواية ،بمعنى هل كل ما صدر يندرج تحت فن الرواية، وكما نعلم أن هنالك قرابة الستين رواية صدرت هذا العام، أمر آخر هل بدأ زمن الغربلة، ربما الأمر كذلك وللأسف بدأت من الخارج بحيث إن الكم لا يؤهل مطلقاً لحجز مقعد للحصول على جائزة، و لابد أن تكون الغربلة من داخل المملكة، بوجود المتابعات الجادة للأعمال الجيدة التي تصدر و فرزها بحيث يعرف ما هو المتميز، وما الكتابة الأولى التي تمثل محاولة بدائية ولن أقول رديئة. بالطبع نحن نحتاج إضافة إلى الغربلة صناعة حقيقية للكتاب تبدأ من التأليف مروراً بالطباعة والنشر وانتهاء بالتوزيع. الشق الثاني يتعلق بلجان الجائزة، المتابع للأسماء المطروحة من الروائيين العرب يجد أن بعضها تكرر ترشيحه أكثر من مرة، " كأن ما في البلد إلا ها الولد" بالمقابل هنالك عشرات أو مئات في كافة أرجاء الوطن العربي، صدرت لهم أعمال جيدة ومتميزة ، ودعوني أطرح بشكل عشوائي أسماء مثل وليد الرجيب من الكويت أو محمد الغربي عمران في اليمن، وغيرهم ربما كانت دور النشر التي أصدرت رواياتهم لا تحفل مطلقاً بجائزة البوكر ولا ترغب ترشيح أي من إصداراتها الروائية ولو كان متميزاً، ولكي لا أطيل في هذه المساحة المحدودة ، الأمر يحتاج إلى مراجعة لآلية الترشيح لكي نرتاح من صدى اللغط الذي يدور حول الجائزة كل عام.