أرجع الراصد الببلوجرافي القاص خالد أحمد اليوسف أسباب خلو جائزة البوكر العالمية للرواية العربية من الرواية السعودية إلى عدة أسباب، أهمها غياب جائزة الدولة التقديرية وعدم التقدير المحلي للرواية والروائيين وضعف الملتقيات الثقافية وتجاهل الأندية الأدبية والجامعات للإبداع والمبدعين، مبينا أن المبدع السعودي لم ينل حقه ونصيبه ومكانته محليا. وقال اليوسف ل «عكاظ»: «جاءت البوكر لهذا العام خالية من أي اسم سعودي وطرحت العديد من علامات الاستفهام وتساءل كثير من المتابعين والمراقبين والمهتمين: أين الروائيون السعوديون؟، لماذا لم ترشح أو تدخل أسماؤهم القائمة الطويلة أو القصيرة؟، هل أفلسنا بعد عبده خال ورجاء عالم؟، وغير ذلك من الأسئلة التي لا تمت للرواية والجائزة بصلة؟، وإنما القصد منها السخرية أو عدم الثقة أو فقدان التقدير لمنتجنا الروائي؟»، وأضاف «أنا أرى أن ما تم طبيعي جدا، وليس بالضرورة أن تدخل الرواية السعودية كل عام في قوائم أي جائزة عربية أو إقليمية أو عالمية، لأن الأصل في التقدير والتكريم ومنح الجوائز نابع من هنا، من وطني الذي يرى ويشاهد ويقرأ ويتابع ما ينتج على أرضه، ولدينا أسماء كثيرة في الرواية والقصة القصيرة والشعر والنقد تستحق التقدير والتكريم والجوائز بل وأعلى الجوائز العالمية!، وتساؤلي للجميع: ألا ترون أن الجوائز الخارجية تبني مواقفها من خلال الجوائز الداخلية؟، ألا ترون أن أي تقدير خارجي لابد أن يسبقه تقدير وتكريم واحتفاء محلي؟، ألا ترون أن المبدع السعودي لم ينل حقه ونصيبه ومكانته محليا؟، برغم أننا سبقنا دولا وبلدانا كثيرة في البدء بجائزة الدولة التقديرية أوائل الثمانينيات الميلادية، وكان متوقعا خروج التشجيعية؟». وبين اليوسف «لكي أفكر بالخارج لابد أن يتم التأسيس في الداخل، والجامعات والأندية الأدبية يجب أن تعطي وتمنح الإبداع بكل أشكاله وفنونه جوائز سنوية، وأن يتفرع التقدير إلى كتب وندوات وحوارات حول الفائز أو المكرم، لأن أعظم جائزة للمبدع هي ما حصل عليها من غير أن يفكر بها، أو يتوقع الحصول عليها، سواء كانت مالية أو ندوة أو رسالة جامعية عن أعماله، أو صدور كتاب يدرس إنتاجه». وشن اليوسف هجوما على الملتقيات المحلية، وقال: «ما يحصل في ملتقياتنا أو أسابيعنا الثقافية مجاملة وحفظ لماء الوجه الأدبي أو الثقافي، وقد تكرر في أكثر من مكان تكريم الروائي أو الشاعر أو الأديب فلان بعد أن حصل على الجائزة العربية أو العالمية، وكان من المفترض أن نكون نحن أول من يمنحه ويقدر إبداعه»، وأضاف «بعد كل هذا يحق لنا التساؤل والاندهاش، لأن الفرز والغربلة تمت هنا في مؤسساتنا وإدارات الثقافة، وفي جامعاتنا التي قررت مختارة هذا الإبداع على طلابها، ثم بعد كل هذا أنا على يقين أن جوائز ومؤسسات عالمية ستمنح جوائزها لمبدعينا!».