العبارة عند العامة تعني الكساد تجارة الأطعمة وكل ما يستهلك مزدهرة دائماً. وتجارة المزخرفات والأثاث تزدهر وتنحسر حسب تغيّر طرق المعيشة. فالسجاد الذي ازدهرت تجارته في مدننا لفترة بدأ بالانحسار بسبب تغيّر أذواق الناس. وأقصد السجّاد عموماً وأخص منه المصنع والمخصص لكي يأتي على الغرفة كلها من الجدار إلى الجدار WALL_To - WALL. في شمال أوروبا لا يمكن الاستغناء عن ذلك النوع من الفرش، بسبب برودة الجو. وازدهرت معه صناعة وبيع المكانس الكهربائية. فالأخيرة لا تصلح إلا للسجاد. وفي جنوب أوروبا عشقوا الأرضيات الخشبية. فهي لا باردة ولا دافئة.. جمال وبس..! ولا أعلم ما الذي دعانا إلى استيراد وتصنيع السجاد في بلادنا، مع أننا لا نحتاج إلى الدفء في أكثر شهور السنة. وميزانية المنزل تتطلب - مع السجاد - مكنسة كهربائية والأخيرة تحتاج إلى صيانة وقطع غيار، في أكثر الأحيان غير متوفرة، حتى ولو توفرت فتحتاج إلى من يركّبها ويجّربها. وتشبثنا العفوي بالسجاد جعلنا نختار الأرضية الرخامية الغالية.. ثم نشتري سجادة فاخرة من صنع إيران ونفرشها فوق الرخام..! من أجل تشجيع سوق المكانس الكهربائية. ومرّ من قناة السويس رجل انجليزي.. فاشترى سجادة "شرقية" جميلة. وفي طريقه إلى انجلترا تباهى بها أمام أصدقائه.. وشدّ انتباهه رقعة القماش التي تدل على مكان الصنع فقرأ فيها MADE IN MANCHESTER. - صنعت في مانشستر. أي أنه ظنها من صنع إيران أو أفغانستان. وهَوس ذلك الانجليزي بالسجاد، مضافاً إليه قدرة البائع المصري على إقناعه بأن السجادة تصلح للذكرى.. لأنها شرقية، جعلته يضحك على نفسه. وتجارة المسابح تزدهر إبان الحج والعمرة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة . ويشتريها الزائر بموجب الاندفاع العاطفي. وكان حجاج نجد لا يميلون إلى شراء الهدايا المصنعة من مكة، ويكتفون بال.. " حمّص " و " الملبّس " وهو نوع من الحلا يُقدم عادة لصغار السن. والبعض يختار ماء زمزم المعبّأ والمختوم. وتلك الأنواع مطلوبة في نجد وغير متوفرة. وثقافة الهدايا أو ( السوفينيرز ) رائجة عند غير العرب والمسلمين قديما.