يشهد سوق السجاد بشكل عام تراجعاً بسبب التوجه إلى الأرضيات الرخامية، إلا أنه رغم ذلك فلا تخلو المنازل من قطع السجاد الشرقي، إذ إنها فيما مضى تعتبر جزءاً هاماً من أثاث المنازل على اختلاف أنواعها وأحجامها، لذلك ازدهرت تجارة السجاد على مر التاريخ، خاصة السجاد الشرقي مثل الإيراني، والأفغاني، والتركي، وحتى الباكستاني وبعدها جاء الصيني والبلجيكي. كما أن السجاد الشرقي الأصيل يشكل ثروة لأصحابه وعلى الأخص الأنواع المتميزة منه ذات الزخارف والنقشات الدقيقة أو التي تحاكي مناظر خلابة من الطبيعة أو الأساطير، إذ إن أنواعاً من السجاد الإيراني القديم تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل، وفي السنوات الأخيرة ومع انتشار الصناعة الوطنية في المملكة بدأت صناعة السجاد السعودي تجد طريقها إلى الأسواق المحلية والإقليمية، كما أن هناك مصانع وطنية تتميز بإنتاجها شكلاً ومضمونا. والمتعارف عليه أن السجاد الشرقي المصنوع يدويا يظل هو المرغوب به في سوق السجاد العالمي لدى أصحاب محلات بيع القطع الأثرية والتحف الشرقية، إذ إن الصالات العالمية التي تعرض القطع القديمة تتنافس على شراء واقتناء مثل هذه الأنواع من السجاد الثمين، حيث ظل السجاد الشرقي محافظاً على بقائه حتى منتصف الستينات عندما تراجع الطلب عليه، لكن هذا التراجع لم يدم طويلاً إذ يشهد حالياً انتعاشاً بفعل عودة المستهلكين لاستخدامه ليحتل بذلك مراكز متقدمة مع حركة النمو والازدهار المعماري في الخليج والعالم العربي. ويكثر استخدام بعض الأنواع الفاخرة من هذا السجاد لدى طبقة الأثرياء، نظراً لارتفاع أسعاره، حيث تصل أسعار بعض القطع الإيرانية إلى ملايين الدولارات، كما أن معايير جودة السجاد الشرقي وقيمته تعتمد على عدد القطب فيه والتي قد تصل في سجادة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 4أمتار إلى مليون قطبة، وكل ما كان العمل متقنا ومتميزاً وفيه نوع من الإبداع والفنية زاد سعر السجادة. وتنتشر المحلات المتخصصة في بيع السجاد الشرقي الثمين في المملكة ودول الخليج العربي وبعض البلدان الأخرى، إذ إن هناك أسواقاً معروفة تتوارث تجارة السجاد الشرقي في العالم، وتعتبر سجادة جامع الشيخ زايد في مدينة أبو ظبي أكبر سجادة صنعت يدوياً، حيث اشترك في نسجها أكثر من 1200نساج وتبلغ مساحتها 6آلاف متر مربع، وتشتمل على 2مليار عقدة، وبلغت تكلفتها حوالي 32مليون ريال. وتشهد بعض المدن السعودية انتعاش مهنة صناعة السجاد، والتي تمارسها النساء بشكل كبير، ما دفع بعض المراكز الخيرية والتراثية إلى تخصيص ورش خاصة بصناعة السجاد اليدوي. وأدى التطور والتقدم إلى بروز صناعات اعتبرها الكثير من المستهلكين بديلاً مثالياً عن السجاد بأنواعه وهي صناعة الرخام والسيراميك، الأمر الذي قلص استخدام السجاد ليكن مجرد بعض القطع التي تغطي أجزاء بسيطة من أرضيات المنازل، إذ يعتبره البعض أسهل في عمليات التنظيف.