المتتبع لعالم الديكور والتصميم الداخلي يرى تنوع الديكورات ما بين الحديث والقديم والتقليدي والكلاسيكي والمودون، كل حسب ذوقه وميوله، وطريقته باختيار تصميم منزله، ولكن هناك بعض الديكورات تنم عن ضعف ذوق واختيار وذلك لإطلاق العنان لأذواق العمالة السائبة أو لغير المتخصصين في غياب ذوق العائلة (أو الخوف منه ) أوعدم وجود الذوق أصلا، فمنازلنا تحتاج لأكثر من رأي لنبرز جماليات أركانه وزواياه، من خلال التناغم بين التصميم الخارجي والداخلي والألوان واختيار الأثاث المناسب . يقول المهندس ومصمم الديكور الداخلي «ناصر المطوع»: جماليات بيوتنا بعيدة عنا، فهي لا تلامس ثقافتنا أو حتى إرثنا، فهناك تباعد في الخطوط والألوان، فنحن استوردنا أسوأ الأذواق لبيوتنا وفي اغلب الأوقات نعتمد على عامل بسيط و( شخابيط ألوان)، تحت مسمى الإبهار بالمسميات التي يسوقونها ك (المكسيكي ، المخملي ، التعتيق..)، فأصبحنا فريسة سهلة لدى بائع أثاث يحسن الكلام ليملأ كل زاوية ورف في بيوتنا من بضائعه التي ربما لا يعرف وظائفها. وأضاف: وفيما نشتريه من سوق البناء والأثاث نجد بضائع اشتراها تجار في معظمهم لا يعرف للجودة مقياسا أو للذوق معيارا، فنحن في سوق أغلبه يعمل خارج إطار النظام، لذا تجده يركض على الربح السريع والضحية هي أذواقنا وجودة بيوتنا، كل ذلك في جانب السوق والتاجر والعامل، أما نحن فضيعنا بأنفسنا أذواقنا عندما قللنا من قدراتنا، وإمكانياتنا وسلمناها لمن لا يملكها من دهّان أو بائع أثاث. ويضيف المصمم «ناصر»: بل نحن ذهبنا أبعد من ذلك عندما أصبح كل منا يقوم ببناء بيته بكل تفاصيله مع يقيننا بخبراتنا القليلة بأمور الإنشاء والتخطيط لنكون اللقمة السائغة لكل جائع في سوقنا الجائر، ويسرد قائلا : فلنصعد بأذواقنا قليلاً ولنرَ المشاريع الجميلة التي يشار لها بالبنان، في جمال تصميمها الداخلي، فهناك منازل ديكوراتها غريبة وذلك لعدم التناسق تضيع الهويات فلا نعرف لجمال بيوتنا مدرسة أو هوية ،فهنا غرفة بزخرفة إسلامية والأخرى مكسيكية وغيرها بخطوط لينة تحاكي الفنتازيات والجنون، علامات تدل ضياع التعلم والمنهج من المعلم والتلميذ أو بلغة أوضح الملقن والمتلقن، والأغرب من ذلك أن الصالون الواحد ترسم أرضياته الرخامية بحرف إسلامي مزخرف، وأثاثه انجليزي مذهب، أما سقفه فيعج بالأعمدة المخشبة دلالة على الجو الريفي (المكسيكي)،أما جدرانه فتتزين بلوحات تقرأ من خلالها جمال نجد القديمة. ويضيف: لن أقيد الأذواق فكل منا له خصوصيته الجمالية التي ينشدها في مسكنه ومشروعه الخاص، ولكن علينا أن نختار دور المصمم في كونه يساعدنا على توفير النفقات ويجنبنا أخطاء قد تكون مكلفة ومضيعة للوقت والجهد والمال، عدا كونه يشاركنا ميولنا ويتفهم احتياجاتنا الخاصة، ويعمل على المواءمة بين متطلباتنا وأفكاره في التصميم وبين الإمكانات المادية لدينا. أذواق غريبة بدأت تزحف على ديكوراتنا