يقول مطلع رائعة خالد الفيصل "يا زمان العجايب"، والتي صدح بها فنان العرب محمد عبده: يا زمان العجايب وش بقى ما ظهر كلّ ما قلت هانت جد علم جديد إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر ذلك تماماً ما يحدث في حال رياضتنا السعودية، فلا نكاد نخرج من أعجوبة، أو قل فضيحة، حتى نقع في فضيحة أخرى، فلم يمر حتى اليوم شهر واحد على فضية منتخب السلة في دورة الألعاب الخليجية التي استضافتها المنامة يوم أن حضر المنتخب دون الزي المخصص لمباراته أمام قطر؛ ليحسب خاسراً بنتيجة 20- صفر، وهو نفسه ما حدث لمنتخب اليد في (أسياد الدوحة) في العام 2006، كما لم يمر حتى هذا اليوم عام واحد على فضيحة منتخب السنوكر الذي فوجئ بمدربه الأفغاني يلعب ضده في (أسياد قوانزو)، حتى افتضح أمر اتحاد جديد، وأين؟.. في بطولة العالم!. أعني بذلك اتحاد رفع الأثقال حيث أقصي المنتخب السعودي من بطولة العالم التي تستضيفها باريس، إذ تم حرمانه من المشاركة في البطولة نتيجة عدم تقديمه ما يثبت مكان إعداده قبل البطولة؛ ليتسنى أخذ عينات من قبل لجنة الكشف عن المنشطات قبل البطولة كما يقضي النظام؛ حيث جرى إقصاؤه منها، وإنزال علم المملكة من على سارية أعلام الدول المشاركة. فضيحة اتحاد رفع الأثقال هذه ليست سوى فصل جديد من فصول فضائح هذا الاتحاد تحديداً الذي يأبى إلا أن يأتي بالفضائح أشكالاً وأنواعاً، وهل ننسى ما حدث في العام 2006 في قضية المنشطات الشهيرة، أو ما حدث في العام 2008 في "أولمبياد بكين" حينما نام الرباع علي الدحيلب نومته الشهيرة ليعود إلى البلد كما ذهب، وبينهما وبعدهما العديد من القضايا التي تتعلق بتعاطي بعض الرباعيين للمنشطات المحظورة، التي بلغت حد اكتشافهم ليس في البطولات المحلية، بل حتى في البطولات الدولية، وهاهي الفضيحة الجديدة التي جاءت بمواصفات عالمية هذه المرة! يوم أمس قرأت تصريحاً لأمين عام الاتحاد الدكتور فهد القريني وكان بمثابة هروب مكشوف للأمام، إذ حاول أن يبرر الحادثة ويتنصل منها، برميها تارة على ظهر اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، وتارة أخرى بالإيهام بوجود مغرضين يسعون - بحسب زعمه - (لتصفية حسابات على حساب سمعة الأشخاص والوطن بشكل عام)، وقبل أن ينهي تصريحه أفادنا - لا فض فوه - بأن بطولة العالم التي أُقصِي منها المنتخب كان الهدف من المشاركة فيها هو الاستعداد القوي للبطولة الآسيوية!، وهو ما جعلني أتمتم قائلاً: ليتك قلت خيراً، أو صمتّ، فقد أردت أن تكحلها فأعميتها يا دكتور!! ما حدث لمنتخب رفع الأثقال من فضيحة، وقبلها لمنتخبات أخرى يكشف بلا أدنى شك عن وجود خلل في بنية العمل الإداري، ليس في الاتحادات بل في اللجنة الأولمبية، وهي المعنية الأولى عن إدارة ومتابعة كل الاتحادات، وهو ما يعيدنا إلى القرار الأخير الذي صدر في أعقاب الإخفاق في الدورة الخليجية بتشكيل لجنة لإعداد خطة شاملة تستهدف الرفع من كفاءة الاتحادات ومنسوبيها ومعالجة الأخطاء فيها، وإسناد المهمة في ذلك للأمين العام الدكتور راشد الحريول، وهو العلاج الذي يأتي على طريقة (وداوها بالتي كانت هي الداء)، ولذلك فلا مناص من أن نكرر في كل مرة رائعة خالد الفيصل بتصرف (يا زمان الفضايح.. وش بقى ما ظهر)!