وهو ليس لاعب الكرة البرازيلي المشهور، والذي كان مشاغباً فعلاً ولكنه كان فناناً في نفس الوقت، ولكنه سقراط الإغريقي أبو الفلسفة ورائدها والذي عاش قبل الميلاد بخمسة قرون .. ولكي نتعرف عليه أو نعرفه لابد أن نطرح بعض الأسئلة عن أنفسنا وعن الأشياء التي تحيط بنا، فهل سألت نفسك يوماً ما: ما الماء؟ (علماً بأن الملايين من الناس يعيشون ويموتون دون أن يخطر لهم هذا السؤال على بال) ولابد انك بعد الجهد قد فسرت الماء بالماء، وهذا كما قلت ما يحدث لملايين الناس، والفيلسوف الشهير سانت أوغستين يقول: «لو أن أحداً لم يسألني ما الزمن فإنني أعرفه، ولكن إذا سألني: ما الزمن؟ فإنني لا أعرفه، وسقراط قبل أن يكون فيلسوفاً ويخترع الفلسفة كان حكيماً، وكان يطوف بأسواق أثينا (ومن هنا شاع أن الفلاسفة بهم مس من الجنون) ويستوقف المارة ويلقي عليهم أسئلة من هذا القبيل، فمثلاً التقى مرة بقائد عسكري مشهور وسأله: ما الشجاعة؟ فأجابه: هي الإقدام على القتال بدون خوف، فسأله سقراط: وهل الذي يقدم على الحرب وهو خائف ويحارب ليس شجاعاً؟ فبهت القائد العسكري وأدرك أنه لم ينجح في تعريف الشجاعة، إذ كيف نميز بين الرجلين ونعرف أن أحدهما حارب وهو شجاع والآخر حارب ولم يكن شجاعاً طالما ان الاثنين حاربا بنفس الإقدام. وفي مرة أخرى سأل أحدهم: ما الجمال؟ فقال له : الجمال هو الجمال وأدرك الرجل انه لم يعرّف الجمال فاستدرك قائلا: أعني أن هذه الوردة مثلاً جميلة، وهذه المرأة جميلة.. الخ فقال له سقراط: أنت عرّفت الشيء الجميل ولم تعرف الجمال، وعندئذ قال الرجل: ولكن ما الجمال في رأيك» فأجابه سقراط: هذا ما يجب أن نفكر فيه، وما يعنيه سقراط انه ليست هناك أجوبة جاهزة ومسبقة، وأن كل مسألة يجب أن تطرح على بساط التفكير والمحك، ولهذا فإن سقراط لم يدل بجواب لأي سؤال طرح عليه، وكان يقول: دعنا نبحث المسألة، وبالطبع كان لابد لسكان أثينا أن يضيقوا ذرعاً بهذا المشاغب الذي أثار أفكارهم وأقلق تسليمهم بواقعهم واستسلامهم له فحكموا عليه بالموت، ومات سقراط ولكن عاش شيء إلى يومنا هذا اسمه الفلسفة.