نحن في هذه الجريدة نحاول تنبيه القراء الى ما يفيدهم صحياً وننير لهم بعض الطرق المفيدة لتجنب المضاعفات التي قد تحدث بسبب الاهمال أحياناً او سوء التعامل مع المرض. وخاصة الاطفال الرضع اثناء الولادة. وقد احسنت صنعاً وزارة الصحة حينما اصدرت قرارات تمنع الولادة في المستوصفات التي لا يوجد بها امكانيات وأجهزة متقدمة تحد من مشاكل الولادة على الطفل الرضيع بعد الولادة او أثنائها. كما لا ننسى التأخير في الذهاب الى المستشفى المجهز في حالة وجود طلق او ولادة او حدوث ونزول السائل مبكراً. ان معرفة متى نزول السائل ونوعه ولونه وكثافته مهم جداً في التعامل مع الرضيع قبل الولادة فنجد كثيرا من الاطفال وقد تمت ولادتهم في أماكن عادية وبأياد غير متخصصة مع وجود تلوث لديهم بالسائل الملوث بالعقي. وقد أصيبوا بالتهابات رئوية او مشاكل نقص الاكسجين الذي قد يؤدي الى التخلف العقلي. فنجد أن سائل السلي الملوث بالعقي في حوالي اكثر من 20٪ من الولادات. وتحدث الحالة عادة عند الرضع المولودين في تمام الحمل او بعد اكتماله. ويؤدي ذلك عادة الى التهاب رئوي (ذات الرئة) الناجم عن استنشاق العقي عند حوالي 5٪ من هؤلاء الرضع. ومن ضمن هؤلاء الرضع يحتاج الى 30٪ للتنفس الصناعي ويتوفى منهم حوالي 5 - 10٪. ان مرور العقي ضمن السائل السلي يؤدي الى حدوث ضيق في التنفس ونقص في الاكسجين عند الجنين ويتلوث ذلك الرضيع بالعقي واحياناً يحتاج هؤلاء الاطفال الى الانعاش بعد الولادة مباشرة وبسرعة لانقاذ الطفل ومخه ورئته. المظاهر السريرية: عادة يتم استنشاق جزيئات سميكة من العقي اما وهو في رحم أمه قبل الولادة او بعد أخذ النفس الاول (وهو الامر الغالب). هذه الجزيئات من العقي قد تؤدي الى الانسداد للطرق التنفسية الصغيرة ومن ثم حدوث الضائقة التنفسية في غضون الساعات الاولى من حياة الطفل مع زرقة احياناً في الحالات الشديدة. وقد يؤدي ذلك ايضاً الى خروج الهواء من الرئة الى الصدر وحدوث ما يسمى (استرواح الصدر). في العادة يبدأ تحسن الطفل بعد 72 ساعة وقد يسوء، ويؤدي الى الوفاة اذا لم يتم انقاذ الطفل وتوصيله بالتنفس الصناعي. لذا فإن الولادة في المستشفيات الحديثة ينقذ الطفل بإذن الله. كيف يمكن الوقاية يمكن ذلك بالولادة في الاماكن المجهزة ووجود الاطباء ذوي الخبرة. حيث يجب الانتباه الى الطفل وهو في بطن أمه قبل الولادة وعدم حدوث العقي والمباشرة بالولادة الفورية في حالة وجود ضائقة جنينية او وجود ما في جنيني او تباطؤات متأخرة او ضعف في ضربات قلب الجنين. كما يجب الانتباه الى الطفل بعد الولادة مباشرة والتقليل من فرصة استنشاق العقي بمص المفرزات بسرعة بعد ولاة الرأس. أما العلاج فيعتمد على حالة الطفل وشدة تأثره بالسائل العقي ويحتاج الى تفاصيل طبية القارئ في غنى عن معرفتها. وبالنسبة لخطورة العقي فقد وجد ان نسبة الوفيات عند الرضع الملوثين بالعقي أعلى منها عند غير الملوثين به ويعتبر استنشاق العقي مسؤولاً عن نسبة كبيرة من وفيات الرضع. أما في حالة اصابة الرئة فيندر بقاء مشاكل في الرئة وإن وجدت فهي تشمل على السعال العرضي والازيز وفرط الانتفاخ المستمر لفترة طويلة تصل حتى 5 - 10 سنوات. والأخطر مما سبق ذكره اصابة الجهاز العصبي المركزي نتيجة للاختناق والذي قد يسبب تخلفا عقليا وإعاقة مدى الحياة والتي يجب تجنبها بالولادة في الاماكن المتخصصة وعدم التأخير في مراجعة المستشفى في حالة الولادة.