تدل التقارير التي نشرت بين فترة واخرى خلال السنوات الماضية ان هناك اكثر من عشرات الانفجارات وسقوط مركبات واقمار صناعية فاشلة كما حدث مؤخرا كل هذا حدث ويحدث بين فترة واخرى في الفضاء الخارجي حول الارض بصورة غير رسمية ، منذ توقيع معاهدة منع التفجيرات النووية في الفضاء بين القوتين العظمتين عام 1962 . من هذه الاحداث 19 انفجارا حدثت بواسطة الصواريخ السوفيتية المضادة للاقمار الصناعية عند تجربتها . وهناك 10 انفجارات حدثت من انفجار المرحلة الثانية من انفجارات دلتا الامريكية الذي يقوم بوضع اقمار التجسس في مداراتها القطبية . وباقي الانفجارات الاخرى لاقمار عسكرية صدرت اليها الاوامر بالراديو بتفجير نفسها بعد انتهاء مهمتها . وكل انفجار يتخلف عنه شظايا عديدة تشكل كل منها قمرا صناعيا منفصلا يدور حول الارض في مداره الخاص. الفضاء البعيد وفي منتصف عام عام 1966 كان هناك في الفضاء على وجه الدقة 1075 جسما من صنع الانسان من بينها 32 جسما لاكتشاف اغوار الفضاء البعيدة وكثير من الاقمار الصناعية التي توقفت عن العمل او التي فجرت نفسها , اما اليوم فتدل التقارير ان هناك حوالي 10 الاف جسم يتراوح حجم كل منها بين بضع بوصات , مركبة فضائية كاملة تزن عدة اطنان او هياكل الصواريخ تدور الان حول الارض كل منها في مدار خاص . وفي مثل هذه الارتفاعات يجب مراقبة كل جسم متحرك وتحديد مكانه بدقة ومتابعة أي انحراف في مداره حتى يمكن تحديد الفروق بينها وبين الصواريخ الحية الاخرى في حالة القيام بهجوم ننوي مفاجىء . ولذلك تقوم قيادة الدفاع الجوي عن امريكا الشمالية «نوراد» بمراقبة دقيقة مرة كل يوم , حوالي 5 الاف جسم تدور في مدار حول الارض على ارتفاع اقل من 3 الاف ميل . اما الاجسام الاخرى فيتم ملاحظتها ايضا ولكن بصورة دورية كل اسبوع . وهذه القيادة التي تقع تحت جبل (شايين) في منطقة (كلورادو – سبرينجز ) هي المسؤولة عن الدفاع الجوي في امريكا الشمالية وعليها اطلاق الانذار الاول وابلاغ ذلك على الفور الى القيادة الجوية الاستراتيجية في (اوماها) بنبراسكا , وكذلك البيت الابيض والقيادة الكندية وجميع القيادات العسكرية الامريكية في الحال . والمهمة هنا ثقيلة بالفعل فالمعلومات تتدفق على هذه القيادة (نوراد) من مئات المصادر واجهزة الانذار المبكر حول العالم بطريقة مباشرة ومحطات المتابعة وشبكة الرادارات في القطب الشمالي ومن الغواصات . كما انها تراقب اكثر من 250 الف رحلة جوية في سماء القارة الامريكية , وتمثل اهتماما خاصا لجميع الرحلات الجوية المدنية والعسكرية التي تبدأ رحلتها خارج القارة الامريكية ويبلغ عددها حوالي 2700 رحلة يوميا . والاهم من ذلك مراقبة كل جسم يدور في الفضاء وتحديد مكانه واتجاهه ومداره وسرعته بدقة , ومتابعة ذلك كل يوم . واذا عرفنا ان البالون (بيجاسوس) الذي يبلغ طوله 100 قدم والذي اطلق عام 1966 للارصاد الجوية , فانه انفجر فجأة عام 1975 وتناثر الى اكثر من 73 قطعة ما زالت تدور حتى الان في الفضاء . وكذلك القمر السوفيتي كوزموس 1275 الذي اطلق في 4 يونيو 1981 على ارتفاع 600 ميل ولكنه بعد 50 يوما انفجر وسقطت اجزاء منه في غابات التندرا في شمال الالسكا , وهناك اكثر من 150 قطعة ما زالت تدور حول الارض . ولقد شهد عام 2007م سقوط صاروخ صيني يعمل بالوقود الصلب وعندما انفجر هذا الصاروخ نتج عنه كما تشير التقارير المنشورة مابين 2300-2500جسم. جهاز خاص ولا يمكن مراقبة كل هذه المخلفات الا باستخدام وسائل متقدمة , لان الرادارات الفضائية الحالية لا تلتقط الا الاجسام التي يبلغ حجمها 10 سنتمترات او اكثر على ارتفاعات تتراوح بين 180 – 680 ميلا . ولذلك تقوم بعض الاقمار بمهمة مراقبة هذه الكرة وارسال معلوماتها الى مركز قيادة (نوراد) خاصة في الارتفاعات العالية وحتى 22 الف ميل. وسوف يعهد لمركبات الفضاء في المستقبل جمع بعض هذه المخلفات واعادتها الى الارض او ضربها بطلقات خاصة . ويجرى حاليا تصنيع جهاز تقني دقيق وهو جهاز خاص برواد الفضاء يمكنه استخدام اشعة ليزر لمتابعة اية اجسام مهما صغرت في الفضاء.